قصيدة في «الدعوة إلى إحلال الأتاي محل الخمر»

09 مايو 2015 18:56
قصيدة في «الدعوة إلى إحلال الأتاي محل الخمر»

قصيدة في «الدعوة إلى إحلال الأتاي محل الخمر»

هوية بريس – إعداد: عبيدة الرحماني

الجمعة 08 ماي 2015

في الفصل الثالث من كتاب “من الشاي إلى الآتاي.. العادة والتاريخ” (ص:257)، والذي موضوعه عن منافع ومضار المشروب الجديد عند المغاربة زمن الناظم، دعا الشاعر سليمان الحوات الحسني العلمي الشفشاوني، إلى شرب ما أحل الله، واجتناب ما حرم الله، فالحلال له منافع، والحرام له مضار، وذلك من حكم تحريمه، حيث قال رحمه الله:

دعُوا شُربَكم للخمر فالخمر مسكر***وفي الشرع كل المسكرات حرامُ

وهـيـمـوا بـشــربـكـم أتـاي فــإنــه***حـلال ولـيـس فـي الـحـلال مـلامُ

وكـونـوا عــلـيـه مـدمـنــيــن لأنـه***شـفـاء النـفـوس إن عـراها سـقـامُ

يـثـيـر نـشـاطا يـبـسـط اليد بالـندى***فـمـن ثــم كــل شـاربــيـه كـــرامُ

ويكـشف غـم النفـس سـرا وجهرة***ويـوقظ جـفـن الإنـس حـيـن يـنامُ

ويفـتـح باب الشهوتـيـن وخـيـر ما***اشـتـهـتـه الطـبـاع بـاءةٌ وطـعــامُ

ويكـسـو الوجـوه حـمـرة ونعـومـة***كـأن بــهـا وردا ســقـاه غــمـــامُ

ويـصقـل جـوهـر العـقـول لطـافـة***فـيكشف عنها في الـفهـوم ظـلامُ

ويـدفـع نـتـن الأنـف والـفـم دائـمـا***فـطـابـت بـه ذات وطـاب كــلامُ

ويبطئ بالإنـزال فـي الـوطء باعثا***عـلى لـذة هـي الـمُـنَى والـمـرامُ

ويـمـنـع مـن حـر الـظـما ويـدر ما***من الـبول في احـتـباسه لك سامُ

ولو أن في الأمعـاء ريحـا تعـقـدت***يحـلـلـها بالـطــبـع حـيـث يــرامُ

وأفعـاله في الـهـضم حـدث بـها ولا***تخف لـومة اللوام فـهي عـظـامُ

يـوافـق جـمـلــة الـطـبـاع مـلـطِّــفـا***بـتـعـديـلـه فـكـان فــيـه قــــوامُ

فإن شئت فاصطبح وإن شئت فاغتبق***به فـله فـي الحـالـتـيـن نـظامُ

إلـى غـيـر هـذا مـن مـنافـع جـربـت***وقـال بـهـا فـي السالفين إمـامُ

وآدابــه شـــتــى ويــزداد حــســنــه***إذا رق نــدمــان ورقــت جـامُ

هو النعمة الكبرى على كل شارب***وإكـســيــره لا قــهــوة ومــدامُ

ومـذهــبـنـا أن لا يـشـاب بـغــيـره***سوى العنبر الشحري فهو ختامُ

بعض من سيرة الشاعر:

سليمان بن محمد بن عبدالله الحوات الحسني العلمي الشفشاوني.

ولد في مدينة شفشاون (شمالي المغرب)، وتوفي في مدينة فاس بالمغرب.

نشأ في بيت علم ويسار. أخذ مبادئ العلوم الشرعية بمدينته عن الفقيه الجباري الشفشاوني، ثم عن أبي عبدالله الساحلي، ثم لازم أبا العباس أحمد الخضر عشر سنوات درس خلالها العلوم اللغوية والشرعية وعلم الكلام والفلك والتصوف.

اختلى في غرفة بأحد مساجد شفشاون متفرغاً للدرس والتأليف ومعمقاً معارفه بالقراءة عن ابن قاسم وابن عبدالملك وابن تاصبنت.

طمح إلى الدراسة بفاس فرحل إليها، وأخذ عن كبار علمائها في عصره.

كان ميسور الحال فتفرغ لطلب العلم وملازمة الفقهاء والأدباء والصوفية، وممارسة التأليف، وجلس للتدريس والإفتاء دون أجر.

عينه السلطان سليمان نقيباً للأشراف العَلَميين، فأحسن السيرة.

انتسب إلى الطريقة الناصرية (الصوفية)، أخذها عن شيخه التاودي ابن سودة، شيخ الطريقة بفاس. بعد توليه نقابة الأشراف العلميين لقب بـ: «صدر الشرفاء وشريف الأدباء».

موقع “معجم البابطين”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M