كُفُّوا عنّا مَوَازِينكم!!

30 مايو 2015 13:42
كُفُّوا عنّا مَوَازِينكم!!

كُفُّوا عنّا مَوَازِينكم!!

ذة. لطيفة أسير

هوية بريس – السبت 30 ماي 2015

بسذاجتنا المعهودة تلقينا القرار الرسمي بمنع فيلم نبيل عيوش، بقلب مسرور أثلجه أن يرى الجهات المسؤولة تحرص على الحفاظ على هويتنا والضرب على يد كل من تسَوّلُ له نفسه الخبيثة المساس بها وتكدير صفوها، واعتبرنا ذلك مكسبا مهما في ظل الإخفاقات الكثيرة التي كانت تنغّصُ أيامنا. لكن تشاء الحِكَم الربّانية إلا أن تكشف حجم الخلل الذي نعيشه، وازدواجية المعايير التي تحكمنا في ظل عولمة ساحقة ماحقة لا تبقي ولا تذرْ.

الكثير منّا شاهد تلك الفضيحة التي تمّ بها افتتاح مهرجان موازين، ما كنا نعتقد أن الانحطاط سيصل بالمسؤولين عن المهرجان إلى هذا الحدّ الذي يسمح فيه لعاهرة أجنبية أن تمارس العري والعهر والجنس بكل تلقائية وحرية على أرض وطن يعتز بانتمائه للإسلام، وفي شهر نستمطر فيه الرحمات من رب السماوات قبل حلول شهر البركات.

كيف نقيم الدنيا ونقعدها لأجل فيلم كان سيعرض في دور السينما لفئات محدودة وتأخذنا الحميّة الكاذبة ضده، وفجأة تتبلّد الحواس الرسمية وهي ترى ذاك المجون يسوّق تحت غطاء حكومي ورضى تام عن ذلك؟

لم نكنْ ننتظر أكيد من المدعوة “لوبيز” أن تقدم لنا موسيقى تتغنى بشهر شعبان، أو تدعو الناس للبر والإحسان، فهي بتاريخها المشؤوم معلوم إنتاجها، وما كان استدعاؤها إلا لهذا الغرض.

لهذا فنحن لا نعاتبها ولا نستنكر صدور ذاك الفعل القبيح منها. لكن العتب واللوم على من سمح لها بالقدوم إلى المغرب، ومن أذِن ببث تلك القاذورات دون استحياء مباشرة على القناة “العاهرة”، إن كنت يا وزير الاتصال على جهل بما كان سيحدث، فأضعف الإيمان أوقف البث بعد أن تكشّفت كل العورات ونادى المنادي: حيّا على السفاح!

أي ثقافة تُسوق من خلال مهرجان موازين سوى ثقافة الحرية الجنسية التي تسعى المنظمات العلمانية لترسيخها في وطننا الحبيب؟

أي ثقافة تُرتجى والمهرجان يقام في عزّ الاستعدادت الطلابية لامتحانات آخر السنة؟

مثل هذه الفواحش للأسف صارت مشاعاً بين الناس، ويمكن للصغير والكبير الوصول إليها عبر مواقع النت، لكن حضورها على قناة رسمية جُرعة مضاعفة من التحدي السافر لمشاعر ملايين المغاربة.

فلا نامت أعين هؤلاء الذين يسعون لذيوع الفاحشة بين عباد الله، وحسبهم وعيد ربّاني لا يخلف وعداً ولا ينكث عهدا: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ“، وإذا كانت الحداثة تعني العري والعهر، فنحن المغاربة نفضل أن نكون غير حداثيين. نحن ظلاميون رجعيون أميون، على موازين ساخطون ومن المسؤولين عنه ناقمون، وبتوقيفه ننادي: كُفُّوا عنّا موازينكم!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M