النقابات تخلد ذكرى فاتح ماي وغياب للمقاطعة والاحتجاجات (صور)

مصطفى الحسناوي – هوية بريس

تلونت شوارع العاصمة الرباط اليوم بألوان مختلفة من الأعلام واللافتات والرموز والشعارات، في مسيرة يوم العمال العالمي، بمشاركة العمال والموظفين الذين يمثلون قطاعات مختلفة، والمنضوين تحت نقابات عديدة، كالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين، والاتحاد العام للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، والمنظمة الديمقراطية للشغل… والذين قدموا من مدن وأقاليم عديدة.

المسيرة انطلقت من “باب الحد”، وسارت إلى نقطة التقاء شارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس، ثم انعطفت يمينا، حتى مبنى البرلمان، باستثناء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المقربة من العدالة والتنمية، والتي اختارت الابتعاد عن هذا المسار، ونصب منصة أمام بوابة حديقة نزهة حسان.

ويتم الاحتفاء بفاتح ماي لهذه السنة، في جو من التوتر بين النقابات والحكومة، تميز بتعثر الحوار الاجتماعي مع الحكومة، وبتقديم عرض هزيل لتحسين الأجور لا يتجاوز 300 درهم، الشيء الذي لا يرقى لمطالب الطبقة العمالية.

كما يتميز تخليد ذكرى فاتح ماي لهذه السنة بتصاعد الحركات الاحتجاجية التي شهدتها العديد من المناطق، إلى جانب حملة مقاطعة واسعة يخوضها المغاربة ضد سيدي علي وسنطرال وإفريقيا، رغم أن هذه الملفات المتعلقة بالاحتجاجات والمقاطعة كانت غائبة في المسيرة، بشكل يثير التساؤل والاستغراب.

وعكست شعارات النقابات توجهات أذرعها وحواضنها السياسية، في موقفها من الحكومة، وهكذا لم تفوت بعض النقابات الفرصة دون الهجوم على حكومة سعد الدين العثماني، متهمة إياها بكونها تجهز على مكتسبات الشغيلة.

في حين قال محتجون آخرون ان المغرب يعيش حالة من  فوضى أسعار المواد الغذائية والأدوية وأسعار المحروقات  وفوائد الأبناك بتواطؤ حكومي.

وقال منتمون لنقابات أخرى أن ممثلي المشغلين هم الذين لم يتقدموا خطوة واحدة لإنصاف الشغيلة، ورفع البعض الآخر شعارات عامة وفضفاضة من قبيل “معبؤون من أجل الوحدة الترابية.. مناضلون من أجل الكرامة العمالية.. رافضون لتصفية القضية الفلسطينية“.

ورصدت “هوية بريس” أشكالا مختلفة من الحضور، ففي الوقت الذي عبر بعض العمال عن امتعاضهم واستنكارهم للأوضاع المزرية التي يعيشونها، ورفع عمال آخرون لافتات للتحسيس بمظلوميتهم بعد أن تم طردهم.

وصرح لنا أحد ممثلي عمال مطاحن الساحل وهو رجل طاعن في السن، أنهم يخوضون اعتصاما أمام وزارة العدل منذ أربع سنوات، وهو أطول اعتصام يخوضه العمال.

وفضل عمال آخرون أن تكون مناسبة فاتح ماي فرصة للاحتفال والتعبير عن الرضى عن أوضاعهم.

وأجمع المشاركون على المطالبة بزيادة أجور العمال في القطاعين العام والخاص، معتبرين أن اقتراح زيادة 100 درهم سنويا لمدة ثلاث سنوات غير كافية، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وغابت القيادات السياسية والزعامات النقابية عن مسيرة الرباط، وشاركت كلها في مسيرة الدار البيضاء، باستثناء نقابة “الاتحاد العام للشغالين بالمغرب”، التي شاركت في الرباط ممثلة بنزار بركة، الذي الحكومة إلى الدفاع عن القدرة الشرائية للمواطنين وإلى إبرام تعاقد اجتماعي جديد من أجل بلورة النموذج الاقتصادي المنشود، وطالبها بأن تكون مسؤولة في المفاوضات التي تقوم بها مع النقابات، وأن تهتم بمشاكل المواطنين اللذين يعانون من ارتفاع مهول في تكلفة المعيشة.

وشارك في المسيرة عمال أجانب من دول جنوب الصحراء ومن آسيا وأوربا، رافعين شعارات تعكس مشاكلهم ومطالبهم.

وعرفت المسيرة حضورا لافتا للرجال الأمن والوقاية المدنية، التي سهرت على توفير الماء الشروب للمشاركين عبر نصب حنفيات متنقلة.