كشفت لائحة اتهام أعدتها النيابة التركية حول جريمة اغتيال السفير الروسي السابق لدى أنقرة، أندريه كارلوف، قبل عامين، تفاصيل تتعلق بكيفية جمع منظمة “غولن” الإرهابية معلومات عن تحركاته والكادر المكلف بحمايته.
وأفردت اللائحة، حيزا لإفادة المتهم وهبي كورشاد أكالين، الذي قال بان متهما آخرا يدعى حسين كوتوجه بدأ بالتواصل معه بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا، وسأله مرارا عن التدابير الأمنية المتخذة في السفارة الروسية، وأنه زوده ببعض المعلومات حول هذا الأمر.
وذكر أكالين أنه عمل سابقا في قسم الشؤون الروسية بجهاز الاستخبارات التركية، وأن استبعاده من عمله جاء بسبب صلته بمنظمة غولن الإرهابية.
وأضاف أن حسين كوتوجه الملقب بـ “يوسف” كان يتواصل معه في إطار فعاليات منظمة غولن، مشيرا أنه كثف لقاءاته مع كوتوجه، خاصة بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية.
وتابع قائلا: “كان يسألني دائما عن التدابير الأمنية المتخذة في مبنى السفارة، ولقد زودته ببعض المعلومات عن السفير كارلوف، وكان يدون تلك المعلومات على كمبيوتره الخاص، ولا أعلم إلى أي جهة كان يرسل تلك المعلومات”.
وقال أكالين أيضا: “في إحدى لقاءاتنا، سألني كوتوجه، ما إذا كانت سيارات أمنية ترافق موكب السفير كارلوف، وعندما سألته عن الجهة التي تطلب هذه المعلومات، قال لي إن قادة منظمة غولن يجمعون هذه المعلومات من عدة جهات”.
وأضاف أكالين أنه تعرف على متهم آخر في جريمة مقتل كارلوف يدعى جمال قرة أطا الملقب بـ “صادق”، بمنزل أحد أصدقائه، عن طريق كوتوجه.
وذكر بأن صادق كان من قيادات منظمة غولن الإرهابية، وأن كوتوجه أخبره بأن صادق يعيش في الولايات المتحدة الامريكية، وأنه مقرب جدا من زعيم المنظمة “فتح الله غولن”.
وتابع قائلا: “في الفترة التي اغتيل كالوف، كنت على رأس عملي، وبحسب قناعتي، فإن منظمة غولن متورطة في جريمة الاغتيال، ولكن إلى أي حد لا أدري، وما أعلمه أن الشرطي الذي نفذ عملية الاغتيال “مولود ألطين تاش”، كان يعاني من أزمات نفسية، وأعتقد أنه تم اختياره لتنفيذ هذه المهمة لهذا السبب”.
من جانبه قال كوتوجه: “قرة أطا طلب مني معلومات عن السفارة الروسية، وبناء على طلبه، تواصلت مع أكالين وحصلت منه على المعلومات، ومن بين المعلومات التي طلبها مني قرة أطا، أن أعرف الجهة التي تقوم على حماية السفير، وكذلك طلب مني معلومات عن العملاء الذين يعملون داخل السفارة الروسية”.
وصرح كوتوجه أنه سأل صادق مرات عدة عن الجهة التي سيرسل إليها المعلومات، وأن الأخير أجابه “عزيزي لا تتدخل في أمور لا تخصك”.
واستطرد كوتوجه قائلا: “أذكر أن صادق تحدث مرة أنه ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعرض على غولن بعض المسائل، ولهذا السبب أعتقد أن المعلومات التي جمعها صادق، وصلت مباشرة إلى غولن”.
وأعرب عن اعتقاده بأنه من المحال اتخاذ أي قرار قبل وصول المعلومات إلى يد زعيم المنظمة، سيما أنه من غير الممكن اتخاذ أي قرار أو تنفيذه دون علم ومصادقة غولن.
والجمعة الماضي، اتهمت النيابة العامة التركية، منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية بالوقف وراء جريمة إغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، واصفة الجريمة بالعمل الاستفزازي ضد العلاقات الروسية والتركية.
جاء ذلك في لائحة اتهام مكونة من 609 صفحات، استكملتها النيابة العامة وأرسلتها إلى محكمة الجزاء في أنقرة.
وطالبت النيابة العامة بإنزال عقوبة السجن مدى الحياة، وعقوبات سجن بفترات مختلفة على 28 مشتبها به بينهم زعيم المنظمة “فتح الله غولن”.
ووجهت النيابة العامة تهما ضد المشتبه بهم منها ” انتهاك النظام الدستوري”، و “الإنتماء إلى منظمة إرهابية”، و”ارتكاب جريمة قتل بدافع الترهيب”، و”إطلاق النار بالسلاح لإشاعة الخوف، والذعر، والقلق”.
وتعرض سفير روسيا لدى تركيا، أندريه كارلوف، في 18 ديسمبر 2016، لهجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في أنقرة؛ ما أدى لمقتله.
ولاقت عملية الاغتيال، إدانات واسعة من كل من أنقرة، وموسكو، ودول عربية وغربية، وفقا للأناضول.