هذا ما قضت به المحكمة بحق مدير متهم باغتصاب تلميذاته
هوية بريس – متابعات
حسمت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، في جلسة عقدتها يوم الثلاثاء الماضي، في قضية أخلاقية مثيرة، يتابع فيها مدير مركز للدعم التربوي وتعلم اللغات بطنجة، بتهمة الاشتباه في تورطه في جريمة الاستغلال الجنسي لتلميذاته.
وتم الحكم على الجاني بالسجن لمدة 12 سنة نافذة، وأمرت المحكمة بدفع تعويض مالي لصالح المطالبين بالحق المدني، إلى جانب تحميله تكاليف الدعوى العمومية والإجبارية في أدنى الحدود.
وقررت هيأة الحكم إدانة المتهم، بعد أن تكونت لديها قناعة تامة بالمنسوب إليه، من خلال اطلاعها على محاضر الضابطة القضائية وحيثيات البحث التفصيلي الذي أجراه قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، الذي قرر متابعة المعني بجناية “الاتجار بالبشر واستغلال النفوذ والتغرير بقاصر المقرون بهتك عرض بالعنف»، وهي تهم تتراوح عقوبتها بين عشر وعشرين سنة سجنا نافذا وغرامة تصل إلى مليون درهم، وفقا للفصل 484 من القانون الجنائي.
وفق “الصباح” فقد مثل المتهم، البالغ من العمر 39 سنة، أمام هيأة الحكم في حالة اعتقال، وتشبث بأقواله التي أدلى بها طيلة مراحل التحقيق، مؤكدا للهيأة أن التلميذات هن من قمن بإغرائه بتحريض من زوجته، التي تقدمت بشكاية ضده في الموضوع بتنسيق مع المسؤول البيداغوجي بالمؤسسة، نتيجة للخلافات القائمة بينهما، وهي الدفوعات نفسها التي تقدم بها مؤازره، الذي التمس من الهيأة تمتيع موكله بالبراءة لفائدة الشك، غير أن ممثل النيابة العامة اعتبر تصريحات المتهم ليست إلا محاولة للإفلات من العقاب، وطالب في مرافعته بإدانة المتهم وتشديد العقوبة عليه، نظرا لخطورة الجرم المرتكب، والآثار النفسية العميقة التي أثرت بشكل واضح على الأداء الدراسي للتلميذات المعتدى عليهن، لتستجيب له الهيأة وحكمت عليه وفق فصول المتابعة.
وتفجرت هذه القضية، حينما تقدمت زوجة المتهم، وهي شريكة في المؤسسة التربوية المعنية، بشكاية لدى النيابة العامة بتاريخ 25 يوليوز من السنة الماضية (2023)، تتهم فيها زوجها باستغلال سلطته بالمركز التربوي لاستدراج التلميذات القاصرات تحت التهديد إلى مكتبه ولمناسبات أخرى إلى منزله، ليشبع غرائزه «البيدوفيلية»، مستغلا تغيبها عن بيت الزوجية، وعززت شكايتها بعدة أدلة منها فيديوهات وتسجيلات صوتية وعدد من الصور، ليأمر الوكيل العام لدى استئنافية المدينة بفتح تحقيق في الموضوع.
وحسب المحاضر المنجزة، فإن مدير المؤسسة، التي تقع بحي الدرادب وسط طنجة، افتضح أمره بعد أن ضاقت إحدى ضحاياه ذرعا باستفزازاته، وقامت بتصويره واستدراجه للاعتراف بأفعاله عن طريق محادثات على تطبيق التواصل الفوري «واتساب»، وقدمت كل ذلك للمسؤول البيداغوجي بالمؤسسة، الذي قام بإخطار زوجة المدير ومدها بكل القرائن التي تدين زوجها، فقررت تقديم شكاية رسمية في الموضوع.
وأثارت هذه القضية غضبا واستياء عارمين لدى عدد من الهيآت والجمعيات المدنية والحقوقية بمدينة البوغاز، التي استنكرت استغلال المراكز التربوية غطاء لإرضاء رغبات ونزوات شاذة، وبادرت إلى مؤازرة الضحية وأسرتها إلى حين نيل المتهم جزاءه.
المختار الرمشي (طنجة)