خبير: الملك قدم رؤية شاملة الأبعاد نحو تحقيق الأمن المائي بالمغرب في خطاب العرش

هوية بريس – و م ع

أكد مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء، عبد النبي المندور، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، تضمن رؤية شاملة الأبعاد لمعالجة أزمة الموارد المائية التي يشهدها المغرب من أجل تحقيق الأمن المائي بالمملكة.

وأوضح المندور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك تطرق إلى أربعة محاور رئيسية تشكل أساس الرؤية الوطنية المندمجة لتحسين الوضعية المائية بالمملكة؛ ويتعلق الأمر بمشاريع الربط المائي بين الأحواض، وبناء السدود، وتحلية مياه البحر، والتحسيس والتوعية بأهمية التدبير العقلاني للموارد المائية.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن جلالة الملك دعا إلى تسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية، ما سيمكن من توفير كميات مهمة من المياه الصالحة للشرب ومياه السقي، لا سيما بالمناطق التي تأثرت بموجات الجفاف التي لحقت بالمغرب في السنوات الست الأخيرة.

وبخصوص المحور الثاني، أكد مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء أن بناء السدود يعد حلا فعالا لتزويد المناطق الفلاحية المسقية بالماء، مشيرا إلى أن مناطق الريف والشمال والأطلسين الكبير والمتوسط تعد مواقع مثلى لبناء السدود، حيث تشهد هذه المناطق خلال فترات معينة من السنة تساقطات مطرية مهمة، وأحيانا فيضانات، ينجم عنها فائض مائي يمكن استغلاله.

من جهة أخرى، شدد مندور على أهمية إستراتيجية تحلية مياه البحر التي ينهجها المغرب، والتي دعا جلالة الملك إلى تسريع وتيرتها، مؤكدا على الأهمية المتزايدة لهذه الإستراتيجية التي اعتمدها المغرب منذ حوالي 40 سنة ودورها في توفير مياه الشرب والسقي، خاصة في المدن الساحلية التي تشهد كثافة سكانية مهمة وطلبا متزايدا على الماء.

وأشار الخبير إلى أن جلالة الملك أولى، في خطابه السامي، اهتماما بالغا للجانب المتعلق بعقلنة وترشيد استعمال الماء باعتباره مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع المؤسسات والفعاليات والمواطنين، لافتا إلى أن محاربة هدر المياه مسؤولية الجميع، سواء في البيوت أو الحمامات العمومية أو المساحات الخضراء والضيعات الفلاحية وغيرها من المرافق التي تستهلك الماء بشكل مهم.

وخلص مندور إلى أن اعتماد نهج شامل يجمع بين هذه المقاربات سيساهم في حل إشكالية ندرة المياه وضمان توافر هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.