موقف المغرب من الوضع في قطاع غزة.. هذه محدداته الأساسية
هوية بريس- و م ع
أكد السفير المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، مصطفى المنصوري، يوم أمس الجمعة بياوندي، أن “دعم المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية، ثابت لا يتأثر بأي متغيرات أو ظروف دولية، ولا بالسجالات والمزايدات السياسية العقيمة”.
وأبرز السيد المنصوري، خلال أشغال الدورة الـ 50 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن هذا الموقف “ينبع من قناعة وإيمان راسخين في وجدان المغاربة كافة”.
وبعدما أشار إلى “التحديات المتسارعة، وخاصة ماتعيشه منطقة الشرق الأوسط من تطورات جيوسياسية زادت من حدتها الأوضاع المأساوية في قطاع غزة”، شدد سفير المملكة المغربية لدى المملكة العربية السعودية، على أن المملكة المغربية تواصل جهودها الحثيثة من أجل الدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها القدس الشريف، التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عناية خاصة، بصفته رئيسا للجنة القدس، من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الميداني، الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، كآلية تنفيذية وميدانية للجنة القدس في إنجاز خطط ومشاريع ملموسة، تروم في الأساس صيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمقدسيين ودعم صمودهم.
وفي هذا السياق، ذكّر السيد المنصوري بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ركز في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش، على محددات موقف المملكة المغربية من قضية الشرق الأوسط والوضع في قطاع غزة، وهو ما يؤكد اهتمامه الخاص ومتابعته الشخصية لما تشهده المنطقة من تطورات.
وأوضح السيد المنصوري أن هذه المحددات تتمثل في دعم المملكة المغربية للمبادرات البناءة، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار في المنطقة، والخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع، مشددا على اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، في إطار حل الدولتين.
من جهة أخرى، أبرز السفير المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي أن الانتماء الإفريقي للمملكة المغربية يدفعها إلى التأكيد على أهمية التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإسلامي المشترك لفائدة الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة ودعم اقتصادياتها من خلال مبادرات تنموية إقليمية وبرامج ملموسة تهدف إلى تحقيق الرفاهية والازدهار الاقتصادي للشعوب الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أشار السيد المنصوري إلى المبادرة الأطلسية الهادفة إلى تمكين دول الصحراء والساحل من ولوج واجهة الأطلسي بتسخير إمكانيات وتجربة المملكة المغربية لهذه البلدان.
وسجل أن الأمر يتعلق بمبادرة مغربية واعدة من شأنهما المساهمة في دمج اقتصاديات هذه الدول ودعم سبل العيش الكريم والرفاه الاقتصادي وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي لشعوبها، كما تعد تجسيدا حقيقيا لشعار هذه الدورة الخمسين.
وأبرز أن المملكة المغربية تثمن عاليا الدعوة إلى عقد مؤتمر المانحين لمنظمة التعاون الإسلامي لدعم اللاجئين والنازحين في شمال شرق نيجيريا ومنطقة الساحل وبحيرة تشاد، يوم 26 أكتوبر المقبل، باستضافة كريمة من المملكة العربية السعودية.
وتناقش هذه الدورة، التي تنعقد خلال يومين تحت شعار “تطوير البنية التحتية للنقل والتواصل داخل منظمة التعاون الإسلامي: آلية رئيسية لمحاربة الفقر وانعدام الأمن”، على وجه الخصوص القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي حاليا.