بعد حملة الجامعيين المغاربة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضوية “الجمعية الإسرائيلية للسوسيولوجيا”

هوية بريس-متابعات

في تطور بارز قبيل انعقاد مؤتمر الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) في العاصمة المغربية الرباط، أعلنت اللجنة التنفيذية للمنظمة تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، في استجابة مباشرة للاحتجاجات المتصاعدة ضد مشاركة باحثين إسرائيليين متهمين بتبرير أفعال الصهيونية في حرب غزة.

القرار، الذي صدر قبل أيام من انطلاق المؤتمر المزمع عقده في 6 يوليوز، يكتسي أهمية متعددة الأبعاد، بحسب ما أشار إليه الأستاذ الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات في جامعة جورج ميسن الأمريكية وعضو سابق في لجنة الحكماء بالأمم المتحدة.

فقد اعتبر الشرقاوي أن الخطوة تُعدّ تصحيحاً لما “سكتت عنه ضمائر البحث العلمي”، موجهاً انتقاداً لتيارات أكاديمية حاولت تبرير المشاركة الإسرائيلية تحت غطاء “الحياد الأكاديمي” أو “الهوية اليهودية لعلم الاجتماع”، متناسية الأدوار التاريخية للعرب والأوروبيين وغيرهم في تطوير هذا الحقل المعرفي.

ويرى الشرقاوي أن هذه اللحظة تؤكد أهمية النقد الأكاديمي القائم على الأخلاق، لا على الحسابات السياسية أو الإسقاطات الإيديولوجية، مستحضراً في هذا السياق الإرث الفلسفي لكل من إيمانويل كانط وجون رولز، واللذين شددا على مركزية القيم في دعم العلم والحداثة السياسية.

كما سلط الشرقاوي الضوء على الموقف المشرّف الذي أبداه عدد من الباحثين المغاربة والعرب الذين رفضوا المشاركة في المؤتمر في ظل وجود أسماء إسرائيلية “سيئة السمعة”، مؤكداً أن هذا الموقف يثبت أن الباحثين العرب ليسوا من أصحاب “عقد النقص”، بل قادرون على الدفاع عن مواقفهم بقوة وكرامة ضمن الفضاء الأكاديمي العالمي.

وفي سياق متصل، انتقد الشرقاوي ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير” في تعاطي بعض الجهات مع التطبيع الأكاديمي، مشيراً إلى أن نفس الجهات التي سمحت بسفر مبرري الصهيونية إلى المغرب كانت قد منعت قبل أشهر الباحث والمؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية، إيلان پاپي، من دخول البلاد للمشاركة في ندوة علمية.

وفي ختام تصريحه، وجه الشرقاوي تحية لأهل الرباط، معتبراً استضافة المؤتمر الدولي لحظة فارقة في الدفاع عن استقلالية المعرفة ورفض محاولات التوظيف السياسي لمؤسسات البحث العلمي، مؤكداً على أن الرباط ستظل مدينة للعلم والعرفان رغم محاولات التغلغل التطبيعي، في إشارة إلى اتفاقيات أبراهام التي وصفها بـ”المريبة”.