لماذا حضر التلاميذ إلى الوقفة الاحتجاجية..؟!

هوية بريس – ادريس ادريسي

لماذا حضر التلاميذ إلى الوقفة الاحتجاجية..؟! هذا هو الجواب وليس كما يروجه الذباب؛

منذ أن التحقت بقطاع التربية والتعليم سنة 2009 لم يكن الهاجس عندي كيف أسيطر على القسم، بل كيف أكسب قلوب التلاميذ وحبهم، فأنا لست موظفا ينتظر أجرته آخر الشهر، بل أستاذ رسالي يهدف بمشروعه إلى بناء المواطن الصالح المصلح وفق القوانين المؤطرة للعمل؛

أدركت مبكرا قيمة الكلمة في تبليغ الرسالة، فكنت أنتقي كلماتي بعناية فائقة، فلا أذكر البتتة أني عيرت تلميذا أو سفهت مجتمعا، كما لا أذكر قط أني استعنت بالإدارة في ضبط القسم وحل مشاكله، بل كان سحر الكلمة سلاحا وحيدا في ضبط إيقاع العمل، وياله من سلاح لمن أدرك قيمته؛

علاقتي بالتلاميذ لم تكن محصورة داخل حجرة الدراسة، بل كانت تمتد إلى خارجها في دروس الدعم والتقوية، والأنشطة الفنية والثقافية؛

كنت وما زلت قريبا جدا من تلامذتي؛ أستمع لهمومهم، وأسعى في حل مشاكلهم، أزور مرضاهم، وأشيع موتاهم، وأحضر أفراحهم، وأتقاسم معهم آلامهم وأحزانهم؛

تتلمذ على يدي مئات التلاميذ من أبناء مدينة خنيفرة الشامخة؛ منهم اليوم المهندس والطبيب والأستاذ والتاجر ووو…. وماتزال تربطني علاقات قوية ومتينة بالكثيرين منهم، حتى مع أولئك الذين اختاروا مذهبا آخر غير الذي ربيناهم عليه؛

اليوم وبعد نزول هذا الابتلاء اجتمعوا كلهم على قلب رجل واحد؛ نصرة لأستاذهم ووفاء للمبادئ التي ربيناهم عليها، ولم تكن نصرتهم مقتصرة على الحضور للوقفة التي دعا إليها أحرار هذه المدينة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بل تعدتها إلى أشكال كثيرة ومتنوعة، منها:الإبداع الإعلامي،فكانوا خير سفراء لهذه القضية خاصة على موقع انستجرام حيث ينشطون وأغيب؛

اللافت في الوقفة أني فوجئت بحضور التلاميذ من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا، ومنهم من قدم من تيغسالين العامرة (قرية تبعد حوالي 25 كلم تقريبا عن مدينة خنيفرة؛ علما أني غادرتها منذ 2015 إلى ثانوية أبي القاسم الزياني حيث أشتغل الآن)؛

هذه هي العلاقة التي تربطني بتلامذتي والتي دفعت ببعضهم إلى الحضور إلى الوقفة ردا للجميل وتعبيرا عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانبنا في هذه المحنة؛ وليس الأمر في ذلك كما يروج الذباب الالكتروني أني أبتزهم بالنقط، والتحريض على التظاهر وغيرها من الأسباب الواهية والمتهافتة..

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه.