أحداث ودلالات

14 أبريل 2023 17:52

هوية بريس – ابراهيم أقنسوس

أحداث كثيرة تتلاحق، بعضها دال ووازن، وبعضها الآخر جزئي وهامشي، وكلام كثير يصحب هذه الأحداث، مختلف في الدرجة وفي النوع، والعبرة في النهاية، تبقى بالنهايات والمآلات.

إلى أين نتجه بالضبط، وماذا نريد ببلادنا تحديدا ؟؟، تعلق الأمر بصورتها بما هي دولة، تجسد المرجع والضمان والأساس، أو تعلق بها، بما هي حكومة، تمثل بداهة، دور الوساطة بين المواطنين والمواطنات، ودولتهم وما تريده بهم ولهم، أو تعلق بمنتخبيها، وممثلي مواطنيها فرضا.

لا يهم كثيرا، لماذا تتجول الأبقار البرازيلية، في شوارع الرباط، ولكن المهم والمؤلم معا، أن فلاحتنا أثبتت فشلها، وأن القائمين عليها، أقروا بعجزهم، اعترفوا بذلك أم لا، وأن الأموال الطائلة التي صرفوها، والشعارات التي قاموا بتسويقها، انكشفت نتائجها الآن، ما يعني، أن هذه البلاد التي تعتز بكونها فلاحية، فيها الماء والخضرة، أصبحت عاجزة، أو تكاد، على إطعام أهلها، وعلى سقيهم أيضا، والسبب واضح ومباشر؛ هناك سوء تدبير كبير، لهذا القطاع الذي يرهن صورة بلدنا، ويحدد مستوى عيش أهله، من المواطنات والمواطنين؛ أين تذهب فلاحتنا، خضرتنا، فواكهنا، قطعان ماشيتنا ؟، وأين تذهب عوائدها، بعدما ذهبت هي ؟؟، ألم يعد المواطنون يستحقون، حتى بطاطس بلدهم، وطماطمها التي لا يقبل بها الأجنبي ؟؟.

إن خروج هذه الجموع من الناس، احتجاجا على موجة الغلاء، في العديد من مدننا، يعني أن المواطنات والمواطنين، بمختلف شرائحهم الإجتماعية، قد تعبوا، وأنهم لم يعودوا قادرين على مجارات هذا الزحف المخيف، الذي يلاحقهم في معاشهم، وأن الحكومة بدت عاجزة، تدبر الأزمة، ببعض الكلام والوعود، وتترك الناس لمصيرهم.

وليس مهما كثيرا، ما فعلته بعض عناصر السلطات المحلية، مع رئيس جماعة (إيموزار كندر)، مصطفى لخصم، فهذه الأشياء أضحت من قبيل العادة المستحكمة عندنا، لكن المهم منها هو، ماذا تعني، ولماذا تتكرر باستمرار؟؟

إنها أحداث تتلاحق، وبوتيرة تبدو سريعة ومربكة، والمهم منها، والذي أتعبنا فهمه، والذي علينا استخلاصه، أن بلادنا، لم تأخذ بعد مسارها الصحيح، ولا تبدو راغبة في ذلك، إلى حدود الساعة على الأقل، وأن عبارات، (الإختيار الديمقراطي، فصل السلط، دولة المؤسسات، ربط المسؤولية بالمحاسبة، الحكامة، الشفافية)، لا زال توقيعها بعيدا، ولا زلنا نقدم رجلا ونؤخر أخرى، في أحسن الأحوال، ونفضل إضاعة المزيد من الوقت، في إعادة تدويرنفس الحكايات، ونفس النقاشات والردود، والنتيجة ؛ هذا الواقع، الذي لا يرتفع ؛ وعلينا أن نكون صرحاء ؛ إن أعزما تملكه بلادنا الآن، هو استقرارها، ومن مصلحة الجميع، أن يكون هذا الإستقرار متينا، ومرتكزا على أسس واضحة، يفهمها الجميع، ويساهم فيها الجميع، ويستفيد منها الجميع.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M