أستاذ التربية الإسلامية…

27 يوليو 2023 20:16
أستاذ: مادة التربية الإسلامية في انحدار واندحار وانحصار وانحسار

هوية بريس – مريم أبو القاسم

قرأت اسمه على لائحة جدول الجامعة وسجلت في ذهني اسم مادته كانت السياسة الشرعية..

لفت انتباهي من الدرس الأول أسلوب عرضه للأفكار وقدرته على جذب الانتباه، وتفاعله مع الجميع وفتحه مساحة واسعة للمناقشة واستخدام العقول (ذلك الجهاز المختفي وراء الحصون)..

شيخي كان يسترسل دائما في حديثه عن معنى الإصلاح ويستحضر مشروع ابن باديس ونوادر البشير الابراهيمي، وكان يقف على بعض المعاني وينثرها بيننا ويغرسها فينا..

كنت أتعجب دائما من قدرته على ربط الدرس بالإصلاح والتربية وهموم الأمة، وكنت أعتقد أحيانا أنه يُنظّر لجماعة إسلامية من شدة استنهاضه لهممنا وإلهامه لنا..

يشعر الجميع في درسه أنه مهم وأنه يستحق أن يتعلم ويدرس، ويؤكد لنا أن كل فرد منا حصن للأمة ويجب عليه أن يرعى نفسه لأجلها
لم يعنفنا يوما، ولم يحدث أن استهزأ بأحدهم

كنت أتعجب من هذا النسق الذي يربينا عليه..

حين كان يلتقينا أو يدخل للدرس يحيينا كشخص قريب نعرفه دون وجود حواجز أو طبقية، وهكذا يشرع في درسه..

يسترسل في دقائق الدرس ثم يلتفت إلينا لنقوم بربط موضوع الدرس بالتربية والمشاريع

لقد علمنا أن نكره الجمود والتقليد والتعقيد..

حتى أسئلة الامتحانات كانت ذكية جدا.. فهو لا يريد أن يبني ذاكرة مصمتة تحفظ الكلام وتفرِغه على الأوراق، وإنما أراد أن يختبر العقل، تلك الآلة التي يمتلكها كل فرد منا، وأن يذكرنا بالقلب، ذلك الذي كان يلقنه المعاني السمحة والأخلاق الكريمة..
إنه بصدق أستاذ التربية الإسلامية..

كان يقول لنا دوما:
“من لا يقرأ فإنه يساهم في هدم الجزائر وتخريبها”

نعم نحب أن نلمح الوقار والهيبة في مشايخنا ولكن الأهم أن نلتمس روح الأستاذ المربي والأب الشفيق..

ولتذهب تلك الأكاديميا الجافة التي يبجلونها إلى الجحيم.

هنا تعلمنا الأدب والذوق والأبجديات الحقيقية..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M