إذاعة «الزواني» بالمغرب.. هل احْتُلت البلاد من جديد من طرف الدول الأوربية؟؟

25 مايو 2017 10:20

إبراهيم‭ ‬الطالب – هوية بريس

في‭ ‬ظل‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الخطير الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬الريف‭ ‬المجاهدة؛‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الغليان‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬يجعل‭ ‬المغاربة‭ ‬يضعون‭ ‬أيديهم‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬من‭ ‬الوجل‭ ‬أن‭ ‬نلحق‭ ‬ببلدان‭ ‬تم‭ ‬تدميرها؛‭ ‬وشعوب‭ ‬تم‭ ‬تقتيلها؛‭ ‬بفعل‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬أرباب‭ ‬الاستبداد‭ ‬ومافيا‭ ‬استخبارات‭ ‬الدول‭ ‬الامبريالية‭ ‬التي‭ ‬تعيث‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فساد‭ ‬واستغلالا‭ ‬لمعاناة‭ ‬شعوبنا‭ ‬المسحوقة؛‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬كهذه؛‭ ‬تتسلل‭ ‬لواذًا‭ ‬جمعياتٌ‭ ‬علمانية‭ ‬غربية‭ ‬تساند‭ ‬جمعيات‭ ‬ظاهرها‭ ‬مغربي‭ ‬وفكرها‭ ‬وأجندتها‭ ‬غربي؛‭ ‬يدخلون‭ ‬أحد‭ ‬الفنادق‭ ‬المغربية‭ ‬ممولين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬دول‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأوربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أيديها‭ ‬ملطخة‭ ‬بدماء‭ ‬الشعوب‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬ومؤطرة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬مؤسسة‭ ‬إيطالية‭ ‬للأمهات‭ ‬العازبات،‭ ‬وذلك‭ ‬لإعطاء‭ ‬الانطلاقة‭ ‬لإذاعة‭ ‬جديدة‭ ‬تعنى‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬بـ‮«‬الأمهات‭ ‬العازبات‮»‬‭.‬

الإذاعة‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬يتم‭ ‬تمويلها‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الإيطالية‭ ‬‮‬Soleterre‮«‬»،‭ ‬وبشراكة‭ ‬وزارة‭ ‬التضامن‭ ‬والمرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ووكالة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وبتنسيق‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬100‭‬ في‭ ‬المائة‭ ‬أمهات‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬ندوة‭ ‬نظمتها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإيطالية‭ ‬‮‬Soleterre‮«‬»‭ ‬صباح‭ ‬الأحد‭ ‬المنصرم‭ ‬بالرباط،‭ ‬للتعريف‭ ‬بهذه‭ ‬الإذاعة،‭ ‬أعلنت‭ ‬نعيمة‭ ‬حمداني،‭ ‬أم‭ ‬حاملة‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬الزواج‭ ‬عن‭ ‬الانطلاق‭ ‬الرسمي‭ ‬للإذاعة،‭ ‬وصرحت‭ ‬أنه: ‬‮«‬تحدٍّ‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬أقف‭ ‬أمامكم‭ ‬اليوم‭ ‬بوجه‭ ‬مكشوف‭ ‬كأم‭ ‬عزباء‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬انطلاق‭ ‬إذاعة‭ ‬أمهات‭ ‬على‭ ‬الأثير‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬رحيمو‭ ‬حاجو،‭ ‬منسقة‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬مائة‭ ‬بالمائة‭ ‬أمهات‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الإذاعة‭ ‬أداة‭ ‬تمكن‭ ‬الأمهات‭ ‬العزباوات‭ ‬من‭ ‬إسماع‭ ‬أصواتهن،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬مطالبهن‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهن‭ ‬وحقوق‭ ‬أطفالهن‮»‬‭.‬

فأي‭ ‬عقل‭ ‬يصدق‭ ‬هذا؟؟

وكيف‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد؟؟

ومَن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام‭ ‬؟؟

وأين‭ ‬هم‭ ‬حماة‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬المسلم؟؟

أين‭ ‬حماة‭ ‬الملة‭ ‬والدين؟؟

أين‭ ‬العلماء‭ ‬الربانيين؟؟

أين‭ ‬مؤسسات‭ ‬العلماء‭ ‬الرسميين‭ ‬وغير‭ ‬الرسميين؟؟

ولماذا‭ ‬نهتم‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬سؤالات‭ ‬الإرث‭ ‬ونشتغل‭ ‬بتشغيب‭ ‬الصبيان‭ ‬المتحولين‭ ‬وعبث‭ ‬العلمانيين‭ ‬الحاقدين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأسرة‭ ‬تهدم‭ ‬بالواضح‭ ‬والمكشوف؟؟

فهل‭ ‬يبقى‭ ‬تطبيق‭ ‬للزواج‭ ‬الشرعي‭ ‬حتى‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬نصيب‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬والذكر‭ ‬والأنثى؟؟

إننا‭ ‬أمام‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬هدم‭ ‬للمجتمع‭ ‬المغربي؛‭ ‬مدعومة‭ ‬بمال‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬المستخلصة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسية‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المنظمات‭ ‬والصناديق‭ ‬التي‭ ‬تمول‭ ‬برامج‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العلمانية‭ ‬أغلبها‭ ‬يمول‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شركات‭ ‬كبرى‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬تشتغل‭ ‬مع‭ ‬دولها‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬الكبرى‭ ‬عالميا؛‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬متعددة‭ ‬أهمها‮ ‬

شركات‭ ‬صنع‭ ‬الأسلحة‭ ‬وشركات‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬وبناء‭ ‬السدود‭ ‬والقناطر‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭.‬

فشركات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تنتج‭ ‬السلاح‭ ‬ودولها‭ ‬تصدره‭ ‬إلينا؛‭ ‬وجيوشها‭ ‬تهدم‭ ‬وتقتل‭ ‬وتخرب؛‭ ‬ثم‭ ‬ترسل‭ ‬شركاتها‭ ‬لتعيد‭ ‬الإعمار‭ ‬وتأخذ‭ ‬الصفقات؛‭ ‬وبلداننا‭ ‬تقترض‭ ‬من‭ ‬بنوكهم‭ ‬التي‭ ‬تمولها‭ ‬نفس‭ ‬شركاتهم‭ ‬الكبرى؛‭ ‬حتى‭ ‬نسدد‭ ‬نفقات‭ ‬الصفقات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تدعى‭ ‬زورا‭ ‬تنموية‭.‬‮ ‬

الخلاصة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬المذكورة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يمول‭ ‬الصناديق‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬وأمريكا،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬يمول‭ ‬صناديق‭ ‬الجمعيات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تؤطر‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وفكريا‭ ‬وحقوقيا‭ ‬وفنيا،‭ ‬وترسل‭ ‬جيوشها‭ ‬بأزياء‭ ‬مدنية‭ ‬لتتفرق‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬تهدم‭ ‬بنيات‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعيد‭ ‬بناءها‭ ‬وفق‭ ‬منظورها‭ ‬اللاديني‭.‬

للأسف‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬العقل‭ ‬الاستعماري‭/‬الاستخرابي؛‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬تحقيقه‭ ‬إبان‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتقتيل‭ ‬والتعذيب‭.‬

اِستطاع‭ ‬أن‭ ‬يخترق‭ ‬كل‭ ‬بنياتنا‭ ‬المجتمعية؛‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يعطل‭ ‬فينا‭ ‬كل‭ ‬ممانعة؛‭ ‬استعمل‭ ‬كل‭ ‬الأساليب‭ ‬‮ ‬وكل‭ ‬الطرق‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬حربه‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف،‭ ‬التي‭ ‬كمم‭ ‬بقوانينها‭ ‬ومفاهيمها‭ ‬أفواه‭ ‬العلماء،‭ ‬والمخلصين‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬والدعاة‭ ‬والمناضلين؛‭ ‬وبالمقابل‭ ‬أطلق‭ ‬أيدي‭ ‬وألسنة‭ ‬عملائه‭ ‬اللادينيين‭ ‬ومن‭ ‬يدعمهم‭ ‬من‭ ‬جيوش‭ ‬الغرب‭ ‬الغازية‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬عبر‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭.‬

«‬فيتوريا‭ ‬رينالدي‮»‬،‭ ‬منسقة‭ ‬مشروع‭ ‬إذاعة‭ ‬‮«‬أمهات‭ ‬على‭ ‬الأثير‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منظمة «‭‬‮‬SOLETERRE‮‬» الإيطالية،‭ ‬صرحت‭ ‬أن‭ ‬الإذاعة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الأمهات‭ ‬العزباوات‭ ‬في‭ ‬معركتهن‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهن‮»‬‭.‬

فأية‭ ‬حقوق‭ ‬للأمهات‭ ‬العازبات؟؟

ومن‭ ‬يظلمهن‭ ‬وينتهك‭ ‬حقوقهن؟؟

ومن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المشينة؟؟

وهل‭ ‬يمكن‭ ‬تصور‭ ‬وجود‭ ‬امرأة‭ ‬مسلمة‭ ‬تفتخر‭ ‬بأنها‭ ‬أم‭ ‬عازبة‭ ‬لها‭ ‬حقوق‭ ‬تدافع‭ ‬عنها؟؟

وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬قبول‭ ‬الترخيص‭ ‬لإذاعة‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬انتاج‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬العازبات؟؟

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬هذا؟؟

أولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتفق‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬حملت‭ ‬إثر‭ ‬اغتصاب‭ ‬أو‭ ‬تشرب‭ ‬للمني‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬رضائية؛‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬أما‭ ‬عازبة؛‭ ‬ولا‭ ‬يشملها‭ ‬المفهوم‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يستنبت‭ ‬تدريجيا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الحقول‭ ‬التداولية؛‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬‮«‬الأم‭ ‬العازبة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ‬يقوم‭ ‬بدعمه‭ ‬والدعاية‭ ‬له‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬ومنظمات‭ ‬وجمعيات‭ ‬تعتبر‭ ‬الممارسة‭ ‬الجنسية‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬الزواج‭ ‬مماثلة‭ ‬لممارستها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الزواج‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يطالبن‭ ‬بحقوق‭ ‬من‭ ‬يسمونهن‭ ‬أمهات‭ ‬عازبات‭.‬‮ ‬

إن‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الأم‭ ‬العازبة‮»‬‭ ‬له‭ ‬ارتباط‭ ‬بالبيئة‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬فيها؛‭ ‬والتي‭ ‬أفرزت‭ ‬مفهوما‭ ‬للأم‭ ‬العزباء‭ ‬عبر‭ ‬تطورات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ودينية‭ ‬انصهرت‭ ‬لتشكل‭ ‬مفهوما‭ ‬للأمومة‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالعزوبية،‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يُمكِّن‭ ‬من‭ ‬استخلاص‭ ‬تعريف‭ ‬للأم‭ ‬العزباء‭ ‬كالتالي‭: ‬‮«‬الأم‭ ‬العازبة‭ ‬هي‭ ‬امرأة‭ ‬مارست‭ ‬شهوة‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السفاح‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬لها‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬ولد‭ ‬غير‭ ‬شرعي‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حقوق‮»‬‭ ‬الأم‭ ‬العازبة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نفكك‭ ‬هذا‭ ‬التعريف؛‭ ‬فهناك‭:‬

‭ -‬امرأة

‭-‬ رجل‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬لها

‭-‬ شهوة‭ ‬جنسية

‭-‬ سفاح

‭-‬ أمومة

‭-‬ عزوبة

‭-‬ ولد‭ ‬زنا

‭-‬مرجعية‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬بعدم‭ ‬شرعية‭ ‬الفعل‭ ‬الممارس‭ ‬والولد‭ ‬الناتج‭ ‬عنه‭.‬

وما‭ ‬يهمنا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العظيم‭ ‬الجسيم‭ -‬المؤذن‭ ‬بالخراب‭ ‬التام،‭ ‬والتدمير‭ ‬الشامل‭ ‬للأسرة‭ ‬ومتعلقاتها‭-‬؛‭ ‬هو‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬ثلاث‭ ‬مفاهيم‭ ‬تضمنها‭ ‬التعريف؛‭ ‬وهي‭:‬

مفهوم‭ ‬‮«‬رجل‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬لها‮»‬؛‭ ‬ومفهوم‭ ‬‮«‬علاقة‭ ‬السفاح‮»‬؛‭ ‬ومفهوم‭ ‬‮«‬ولد‭ ‬غير‭ ‬شرعي‮»‬؛‭ ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالتصور‭ ‬الإسلامي‭ ‬المستمد‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬والسنة‭ ‬وأحكامهما،‭ ‬ويترتب‭ ‬عن‭ ‬إعمالهما‭ ‬قانونيا‭ ‬وشرعيا‭ ‬أحكامٌ‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالإرث‭ ‬والنفقة‭ ‬والولاية‭ ‬والوصاية‭ ‬والحضانة‭ ‬وكل‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة؛‭ ‬كما‭ ‬لها‭ ‬ارتباط‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الجنائي‭ ‬بالعقوبات؛‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الأم‭ ‬العازبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مرجعية‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام؟‭ ‬‮ ‬الجواب‭: ‬قطعا‭ ‬لا‭.‬‮ ‬

إلا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬ومرجعيتها‭ ‬مؤيدة‭ ‬بالسلطة‭ ‬ومفروضة‭ ‬بالقانون‭ ‬الذي‭ ‬يعطيها‭ ‬صفة‭ ‬الإلزام‭ ‬والاحترام‭.‬‮ ‬

وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬لا‭ ‬تحكمه‭ ‬بالفعل‭ ‬المرجعيةُ‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الرسمي؛‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬احترام‭ ‬للمرجعية‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الأفراد‭ ‬والأسر؛‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الزنا‭ ‬فالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬مفتوحة‭ ‬بشكل‭ ‬مكشوف؛‭ ‬وتعتبر‭ ‬الزنا‭ ‬أمرا‭ ‬متواطئا‭ ‬عليه؛‭ ‬والدولة‭ ‬تنتهج‭ ‬سياسة‭ ‬اتجاه‭ ‬العلاقات‭ ‬الجنسية‭ ‬هي‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الحياد‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ -‬أصلا‭- ‬متساهلا‭ ‬جدا‭ ‬مع‭ ‬مقترفي‭ ‬هذه‭ ‬الكبيرة‭ ‬الشنيعة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تسيب‭ ‬جنسي‭ ‬غير‭ ‬منضبط؛‭ ‬هذا‭ ‬التسيب‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬إفرازات‭ ‬أهمها‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬الأمهات‭ ‬من‭ ‬الزنا‮»‬‭ ‬اللاتي‭ ‬تسميهن‭ ‬الجمعيات‭ ‬العلمانية‭ ‬بـ‮«‬الأمهات‭ ‬العازبات‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬تسمية‭ ‬مستوردة‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬العلماني‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬للشريعة‭ ‬الدينية‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬قوانينه‭.‬

حياد‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬التسيب‭ ‬الجنسي‭ ‬أردفته‭ ‬بحياد‭ ‬آخر‭ ‬لها،‭ -‬وهو‭ ‬الأخطر‭- ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬حيادها‭ ‬اتجاه‭ ‬تغلغل‭ ‬الجيوش‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬والمتوارية‭ ‬خلف‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الغربية؛‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المرأة‭ ‬المغربية‭ ‬والأسرة‭ ‬وقضاياها؛‭ ‬وتعمل‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬على‭ ‬تفكيك‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬وفق‭ ‬مفهوم‭ ‬الغرب‭ ‬العلماني‭ ‬المادي‭ ‬للإنسان‭ ‬والكون‭ ‬والحياة؛‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬فيه‭ ‬لشريعة‭ ‬الإسلام‭ ‬ولا‭ ‬للمفاهيم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها،‭ ‬حياد‭ ‬الدولة‭ ‬هذا‭ ‬يعطي‭ ‬الإحساس‭ ‬وكأن‭ ‬المغرب‭ ‬احتل‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية‭.‬

ونتساءل‭:‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬محاورة‭ ‬المغربيات‭ ‬أصحاب‭ ‬الإذاعة‭ ‬بخصوص‭ ‬مفهوم‭ ‬العفة‭ ‬وأحكام‭ ‬الشرع‭ ‬في‭ ‬الإرث‭ ‬والوصاية‭ ‬والنفقة؟‭!‬

هل‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬معهم‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الزنا‭ ‬وحكمه؟؟

هل‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بشكل‭ ‬الأسرة‭ ‬وبنائها‭ ‬الشرعي؟؟

إن‭ ‬ما‭ ‬سيأتي‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الخطير‭ ‬سيكون‭ ‬أفظع‭ ‬وأخزى‭ ‬وأطم؛‭ ‬سنرى‭ ‬بالتدريج‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭:‬

‭-‬ إلحاق‭ ‬ولد‭ ‬الزنا‭ ‬بأبيه‭ ‬خلاف‭ ‬المشهور‭ ‬من‭ ‬المذهب‭ ‬المالكي‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬طيلة‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬وبالتالي‭:‬

‭-‬ توريثه‭ ‬مع‭ ‬الأبناء‭ ‬الشرعيين‭.‬

‭-‬ رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬الزنا‭ ‬والفساد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬حتى‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬القوانين؛‭ ‬فكيف‭ ‬تكون‭ ‬للأم‭ ‬العازبة‭ ‬حقوق‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تعاقب‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الجنس‭.‬

‭-‬ تشريع‭ ‬العقود‭ ‬المدنية‭ ‬للزواج‭ ‬في‭ ‬البلديات‭ ‬وترسيمها‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬العقود‭ ‬الشرعية‭ ‬التي‭ ‬يبرمها‭ ‬العدول‭ ‬ويخاطب‭ ‬عليها‭ ‬القاضي‭ ‬الشرعي‭ ‬والتي‭ ‬ستندثر‭ ‬تدريجيا‭.‬

‭-‬ سن‭ ‬القوانين‭ ‬المبيحة‭ ‬للسكن‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬دون‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬شرعيا‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭.‬

‭-‬ الترخيص‭ ‬للدعارة‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬الزنا‭ ‬استحلت‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬محرمة‭ ‬ولا‭ ‬مجرمة‭ ‬قانونا‭.‬

وغير‭ ‬ذلك‭ ‬كثير‮…‬

إن‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الأسرة‭ ‬المغربية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المغربي؛‭ ‬وضمان‭ ‬حماية‭ ‬بناتنا‭ ‬وأبنائنا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاستهداف‭ ‬الغربي‭ ‬العلماني‭ ‬لهم؛‭ ‬والممثل‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬أنشطة‭ ‬وبرامج‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬العلمانية‭.‬‮ ‬

كما‭ ‬نأسف‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬العلمانيين‭ ‬المتنفذين‭ ‬للأوضاع‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تمرير‭ ‬المشاريع‭ ‬العلمانية‭ ‬المحاربة‭ ‬للهوية‭ ‬والدين؛‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬يترأسها‭ ‬حزب‭ ‬إسلامي؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬الانطباع‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬يهمها‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬لدى‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬الإسلاميين‭ ‬الذين‭ ‬صدعوا‭ ‬رؤوسكم‭ ‬بالعفة‭ ‬والطهرانية‭ ‬منافقون‭ ‬تجار‭ ‬دين؛‭ ‬فهاهم‭ ‬في‭ ‬ولايتهم‭ ‬يعطون‭ ‬التراخيص‭ ‬للزواني‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬لهن‭ ‬إذاعة‭ ‬يدافعن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬حقوقهن‭.‬

فالكل‭ ‬مدعو‭ ‬للقيام‭ ‬بواجبه‭.‬

وخير‭ ‬الهدي‭ ‬هدي‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M