ابن حمزة: الحديث عن المساواة ليس جديدا وهي في الإسلام موضوعية وواقعية

هوية بريس- محمد زاوي

قال الدكتور مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، إن “أول مبدأ للمساواة هو أن يكون المواطنون متساوين في مناقشة مبدإ المساواة نفسه، وأن يعطوا آراءهم وتصوراتهم في حقيقة هذه المساواة”.

وزاد الدكتور بنحمزة، في حلقته الثانية حول مشروع “إصلاح ومراجعة مدونة الأسرة”، أن “المساواة ليس لها تصور واحد ولا نمط واحد، بل لها تصورات وأنماط متعددة، بحسب الحضارات والثقافات والموضوعات التي تطبق فيها”.

وتساءل ذات المتحدث: هل هي مساواة مطلقة، أم هي مساواة تراعي الفروق والخصائص؟”، مؤكدا: “أستبعد أن تكون هناك مساواة مطلقة، لأن المساواة المطلقة لم تحقق عبر التاريخ كله”.

واعتبر الدكتور بنحمزة أن الحديث عن المساواة ليس جديدا، ولم يكن هناك اتفاق بخصوص تعريفها.

وأكد صاحب كرسي الإمام القرافي لأن “الحديث عن المساواة لم يخل منه زمن من الأزمنة”، كما سجل أنه “قد يتفق على مبدأ المساواة ولكن المضامين تختلف”، مستشهدا بأمثلة أفلاطون وأرسطو ورويسو وفولتير.

كما تحدث الدكتور عن التنكر للمساواة كمبدإ من مبادئ الثورة الفرنسية داخل فرنسا نفسها وفي علاقة فرنسا بمستعمراتها.

وبخصوص المساواة في الإسلام، قال رئيس المجلس العلمي بوجدة إن “المساواة ليست شعارا في الشريعة الإسلامية، وإنما هي حقيقة ماثلة وموضوعية ولها تجليات”.

وأبرز أن “الإسلام تحدث عن المساواة حديثا خاصا، لم يتحدث عن ثنائية، بل عن شخص واحد خلق (خلقكم من نفس واحدة)، ثم كانت التثنية فيما بعد، إذ المرأة تثنية للرجل، والإنسان لا يمكن أن يحري مفاضلة بينه وبين مثيل له في الخلق”.

واستشهد، في العلاقة بذلك، بقول الإمام علي رضي الله عنه: “الآخرون إما نظراء في الخلق وإما إخوة لك في الدين”.

وتابع ابن حمزة: “المساواة في الإسلام كانت واقعية، فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما كان ينفذ الأحكام كان لا يميز”.

وأوضح أن “الأحكام الخاصة بالنساء في الشريعة ليست تمييزية، وإنما موضوعية تراعي ظروف النساء”، منبها إلى أن “مبدأ المساواة يناقش في كتب المقاصد، وعلى الذي يناقش هذا أن يكون مطلعا على كتب مقاصد الشريعة الإسلامية”.

وأردف الفقيه الأصولي قائلا: “نحن نتحدث عن مساوة يجب أن تتحقق في مدونة الأسرة، ولكن أي جانب في المدونة؟ المدونة 400 مادة، وما يتحدثون عنه من إرث المرأة هذا مادة واحدة، باقي المواد أين هي؟”.

وأضاف، بخصوص المساواة في مدونة الأسرة، أن “المساواة التي تحققت في مدونة الأسرة هي مساواة تكافلية، تعطى فيها أمور للنساء لا تعطى للرجال”، وهو ما يجب أن يناقش أيضا وأن تكون النساء مستعدات له كما الرجال على حد سواء.