استوسع الوهي واستنهر الفتق!! (على هامش المطالبة بإغلاق دور القرآن)

24 ديسمبر 2018 15:25
استوسع الوهي واستنهر الفتق!!

هوية بريس – ذ. بوبكر تمكليت

ها هو الفكر العلماني المتطرف في بلادنا يصول ويجول قد فتحت له الأبواب، ومهدت له السبل فخرج علينا في زينته في موكب مهيب قد حفته خيول المؤامرة على بساط المسالمة، وآزرته فرسان الغواية من وراء نطوع الوشاية، فأقبلت حشود الإعلاميين والكتاب والمفكرين المنخدعين تقبل الأرض بين يديه، وترتجف لهول أجراسه من بعيد، وهي تزف إليه عرائس الألفاظ، وتخلع عليه جميل الألقاب، فأنشدت لجبروته شعرا وتغنت لسطوته نثرا..

أقبلت تردد وقد ضربت في عشوائها، وأمعنت في إساءتها نحن اللذون بايعناك أبدا على المضي قدما لتعطيل دين محمدا، والنيل من كل فارس في العلم أجودا، وسوق البلاد للحتوف علنا!

ألسنتهم حلوة لاسعة وقلوبهم نغلة منازعة، وصدورهم دغلة مصارعة يماذقون الحق بالباطل للرعاع مماذقة، ويخاتلون السذج فيه مخاتلة، قد أصحروا بالرداءة، وكشفوا فيها قناعهم، وكفى من الأمور الصامتة الناطقة «الدلائل المخبرة والعبر الواعظة»!!

يساق هذا و الألم مبرح، والخطب مجرح، في وقت علت فيه على ضفاف أحداث «شمهروش» التي راح ضحيتها سائحتان أسكندنافيتان نبرة هستيرية، وعجت في أوساطها نزغة إبليسية، ومرافعة شيطانية تطالب بإغلاق دور القرآن في المغرب معتبرة أنها سبب التطرف والإرهاب، ومنبع التشدد والإرعاب!!

يتولى كبر هذه الدعوى «سعيد لحكل» ونديمته في السفالة والوضاعة «مليكة طيطان» بعد أن شاموا برق الانهزام، ولاح لهم بدر النقصان أمام سحائب حفظة القرآن وحملة رسالة سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم، -وبالرغم من هذا كله- فهذه ولله الحمد والمنة شواهد النصر ودلائله، وشواكله ولوائحه فـ«إن في سحائب المحن منحا، وفي معركة الإيمان مع الكفر مُلحا» لابد وأن تبسط وتروى وتذكر ولا تطوى.

ولنا أن نسائل أنفسنا: ماذا يريد هؤلاء العلمانيون المتطرفون فكريا ودينيا، المنهزمون نفسيا وعلميا والمنحلون أخلاقيا وقيميا من دين المغاربة، وقد جاست جيوش الشر خلال ديارهم فأحالتهم أجسادا بلا روح، وعقولا بلا تفكير، منتهى آمالهم إشباع جوعة البطن وشهوة الفرج!؟

من الذي يسوق للتطرف الديني والارهاب الفكري والأخلاقي غير هؤلاء السفلة ممن يريدون أن يجعلوا بلادنا الحبيبة على عراقة أصلها وطيب محتدها، ترفع حجاب العفة عن جسدها وتكشف وجهها الناضر لكل منحل ساقط ووضيع سافل؟

أليست مكارم الأخلاق التي جاء بها القرآن وثبتت في السنة النبوية قد أتفقت عليها الرسالات السماوية والشرائع الربانية، وشهدت لها الفطر وقبلتها الطبائع وتاقت النفوس الزكية وأصحاب الذوق الرفيع إلى التحلي بها؟

أليست معاداة دور القرآن ومراكز التحفيظ، وجمعيات الدعوة إلى الله، ستؤدي حتما إلى استنطاق دوافع الغيرة للدين والفداء لحمى إمارة المؤمنين وهو ما يؤجج حدة الصراع الأفقي بين أبناء الشعب المغربي الحبيب المسلم، قد يستنزف دماء بريئة ونفوسا معصومة وأموالا محفوظة ويعرض البلاد -حماها الله- للفساد والضياع؟

أليس حقيقا بالجهات المسؤولة ورجال الحكمة من ذوي العقل والبصيرة، وأصحاب الرزانة والكياسة من صناع القرار، وحملة الأقلام ورجال الإعلام، أن يتصدوا لموجات الانحلال والتفسخ التي تدثرت بلباس الإصلاح والتنوير بشتى السبل وأن لا تغريهم شعارات القوم، فما كل من طامح للخير مصيبه ولا كل من ألان الكلام مريده؟

هذه دعوة أججتها الحمية الإسلامية للدين، وأيقظتها الغيرة الوطنية لهذا البلد الأمين، أحث من خلالها نفسي وإخواني المغاربة النجباء حماة الدين والشريعة العصماء على الخير، والمسارعة إلى كل ما يحفظ على بلادنا أمنها وسلمها ورخاءها، وأن يحفظها من كيد الكائدين وغيظ الحاسدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M