بيان رابطة علماء المغرب العربي بشأن ما يتعرض له المسلمون الروهينجا في إقليم أراكان من مجازر بشعة

09 سبتمبر 2017 16:53
غوتيريش "قلق للغاية" إزاء اكتشاف 5 مقابر جماعية للروهنغيا في ميانمار

هوية بريس – متابعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن ما يتعرض له إخواننا مسلمو الروهينجا في إقليم أراكان من مجازر وحشية مروعة تمارسها حكومة ميانمار الإرهابية على أيدي قواتها المسلحة والأكثرية البوذية؛ والتي راح ضحيتها آلاف القتلى، وعشرات الآلاف من المهجّرين والمحاصرين، فضلاً عن إحراق المنازل وتدمير الممتلكات، في ظل صمت دولي مخزٍ وعجز مؤسف من قبل الدول الإسلامية، لهو جريمة بشعة تكشف زيف دعاوى حقوق الإنسان التي يتشدق بها العالم المتحضر.

وانطلاقاً مما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق والتذكير به، مصداقاً لقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ..﴾ [آل عمران: 187] وقول الرسول ﷺ: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ))، أخرجه مسلم من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه.

فإن الموقعين على هذا البيان من الروابط والاتحادات والهيئات ليجدون لزاماً عليهم بيان ما يلي:

أولاً: إن نصرة إخواننا المسلمين في إقليم أراكان ورفع الظلم عنهم والحيلولة دون إبادتهم وتهجيرهم والتنكيل بهم، واجب شرعي على كل مستطيع، ويأتي في مقدمة من يتحتم عليهم هذا الواجب حكومات العالم الإسلامي، وذلك بكافة الوسائل الممكنة، ومن ذلك:

قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، والضغط على المجتمع الدولي للقيام بفرض عقوبات صارمة على هذه الحكومة العنصرية المجرمة، واتخاذ كافة التدابير لحماية إخواننا في أراكان، والسماح للمنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام بالدخول الحر لمناطق الروهينجيا لمعرفة الحقائق ونقلها للعالم، وتمكين المنظمات الإغاثية من الوصول لمناطقهم لتقديم الغوث لهم، وتقييم وضع المخيمات وأماكن احتجازهم في بورما، ومراجعة مدى توافق السياسات الداخلية للحكومة البورمية تجاه الروهينجيا مع معايير حقوق الإنسان الدولية.

وإننا إذ نثمن ما تقوم به الحكومة التركية من جهود دبلوماسية مشكورة للتخفيف من معاناة إخواننا في أراكان ؛ لنذكر بقية حكومات الدول الإسلامية بأن التّخلي عن هؤلاء المستضعفين وخذلانهم مع القدرة على نصرتهم ؛ سيكون له عقوبته الإلهية في الدنيا الآخرة.

وليعلم المجتمع الدولي بكافة دوله ومؤسساته بأنه إذا لم يسع لمنع هذه المجازر المروعة ؛ فهو شريك فيها ومنحازٌ لمنفذيها مما سيفقد الثقة بما يردّده من شعارات ومبادئ!!

ثانياً: إن المأمول من منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، وكافة الهيئات والروابط والاتحادات العلمائية والحقوقية والإعلامية، بذل غاية الجهد في رفع الظلم عن هؤلاء المستضعفين ونصرتهم والتعريف بقضيتهم على كافة الأصعدة.

ثالثاً: نناشد كافة المؤسسات والهيئات الإغاثية باستفراغ الوسع في القيام بواجبها لتخفيف آثار هذه الكارثة الإنسانية المروعة، وذلك بتقديم المساعدات العاجلة والتعاون مع الجهات الموثوقة لتحقيق هذا الهدف.

ونعلن في هذا الصدد انطلاق حملة لإغاثة الشعب الروهينجي بالتعاون مع جمعية (وقف الإنسان İnsan vakfı) بتركيا.

رابعاً: ندعو أئمة المساجد للقنوت لإخواننا في أراكان في الصلوات الخمس والضراعة إلى الله بكشف هذه الغمة عنهم، كما ندعو الخطباء للحديث عن هذه المأساة والتعريف بهذه القضية في خطب الجمعة، وتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن هذا الأمر.

كما نحثّ عموم المسلمين للقيام بما يستطيعونه من النصرة لإخوانهم، ويأتي في مقدمة ذلك الدعاء لهم والتبرع بما تجود به أنفسهم للتخفيف عنهم وجبر مصابهم.

وتنظيم المسيرات والمظاهرات والاعتصامات في كل الدول التي تسمح قوانينها بذلك، ولاسيما حول سفارات بورما ؛ تعبيراً عن غضب الأمة لدمائها المراقة.

خامساً: نذكر إخواننا المسلمين في أراكان، بأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، فأبشروا وأمّلوا خيراً، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل: 128].

نسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا في بورما الكرب وأن يعجل لهم بالنّصر وأن ينتقم ممن ظلمهم إنه وليّ ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخميس 17 ذي الحجة 1438هـ الموافق 07 سبتمبر 2017م.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M