تحت زخّ المطر..

10 أغسطس 2016 00:24
توقعات طقس الجمعة.. قطرات ذات طابع عاصفي بهذه المناطق

هوية بريس – زينب أحمد

تراءت لي صورتك الضبابية من نافذة الغرفة.. وأنا أنظر إلى هذه القطعة من الأرض المُجاورة لمجلسي، وقد زيّنتها لمسة الربيع البديعة فأضفت عليها جمالا على غير حول منا ولا قوة.. شقائق النعمان الحمراء القصيرة الأمد.. أقحوانة الربيع المرافقة للشمس.. وزهر كثير ملوّن لا أعرف عنه أكثر من وجهه..

خاطرة خفيفة سرت سريعة في الذهن.. حين تذكّرت صور تلك الحدائق العالمية المشهورة.. فتساءلت هل يُمكن أن أحس فيها هذا الجمال الذي يأسِرني كلما طالعت صفحة وجه هذه الأرض في اليوم الماطر؟

وكأنّي بها في مُخيلتي طفلةٌ ترفرف فرحا باللعب بالماء والرمل على شاطئ البحر.. أستطيع أن أشعر بمداعبة القطرات لهذا النّبات، فأحس انتعاشها في داخلي..

ثم أنطلق لأتبع خيالك وهو يرحل بي إلى تلك الآفاق البعيدة.. يحملني حيث كانت تلك القصص من السّير حيّة تعيش بين الأناسي فيظنّونها عادية ونراها نحن -اليوم- شوقا متأجّجا في أفئدتنا المشتعلة بلهيب الغربة الشّديد..

معاييرك.. أخلاقك.. شجاعتك.. بأسك.. قوتك.. بل عقيدتك الملتحمة بكل ذرّاتك.. إنّها تفاصيلك التي أسرتني بين الأناسي حتى ما عُدت أكون إلا تلك الباحثة عنك..

في فترات الإحباط من طول البحث.. دعني أصارحك بأنّني أكاد أندم على هذه المعرفة التي اجتثتني من سياقات كثيرة ليكون طابع السُّخرية هو كل ما أستطيعه وأنا أُطالعُ دونيتها -السياقات-… ثم ما أنفكّ وقد تعلّقت بالبحث بدل تيه الرُّضوخ لواقع منسلخ عن الجمال الطبيعي الذي لا تتذوّق غيره هذه الفطرة القديمة فينا.. إذ البقية مجرّد ادِّعاء..

حتّى وكأنّ قناعةً وَصلتني من حقب غارقة في الأزل.. لتُخبرني أن مزية كل صنعة هي إفادة علم أمّا تجليّات الجمال فمبثوثة في الكون منذ لحظات الفتق بعد الرّتق..

تحت زخّ المطر..ثم أعود من كل رحلة لأُطالع تفاصيلك تلك عبر الموجودات.. وربما تُخامِرني النفس في لحظات التّعب.. أنك وطنٌ منشود.. أو فارسٌ مرغوب.. أو أبٌ مفقود.. أو…. وتظلّ كلما واستني ببعض الوجد أجيبها عبر الدمع: إنّما ذاك له جزء لكنّه عنه كُلٌّ.. فتقول وقد آيست: وَمِنَ الأجساد ما تُشقيها الأرواح.. ولسان حالي قائل: بل ما عَلِمْت لأجسادنا حُسن وقاية من الأسقام إلّا في صدق التَّجافي عن المضاجع توقا إلى موافقة لحظات الإجابة المعلومات..

صحيح أنّني.. كبرتُ.. وتعلّمتُ.. ودرستُ.. ولعلي نوعا ما فقهت بُعيض فقه.. فكان من بركة ذلك أنّي قنعت إلى “نظرية” أنّك: أجزاءٌ متفرّقة في الأناسي.. وأنّ نعمة إلهية حلّت بي فجعلتني في معرفة هذا الجزء منكَ فِيهِم.. كحال تلك التي حاول تعليلها قديما أصحاب الصنعة الحديثية بأنّها ملَكةُ تذوّق الحديث النبوي عن غيره -سقيما كان أو موضوعا- تأتي بعد طول الدّربة في التخريج والبحث بين العلل وفنون الفن المشهورة..

فأصبحت كلّما تذوّقت جزءا منك في أحدهم أحببته وأضفته لبنة إلى ذلك الجسد وشددت عليه النواجد حتى لا يختلّ منّي في خلال البحث عن بقيّتك..

وأعدُك -إن شاء الله- أن أظل على عهدي باحثة عن لَبِناتك ما أشرقت الشمس على حُلمي فأينعته..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M