سامي عامري يكتب: حتّى لا نكون وقود حرب الدين وسبّ سيد المرسلين ﷺ

05 يونيو 2022 20:30

هوية بريس – الدكتور سامي عامري

لا يمرّ أسبوع إلّا ومجرم يحرق القرآن أو يشتم الرسول صلّى الله عليه وسلّم أو يعتدى على رمزيّة شعيرة من شعائر الإسلام ..فمن الجناة؟



لا شكّ أنّ هؤلاء الذين يحاربون الإسلام جهارًا، جناة.. لكنّهم ليسوا وحدهم .. هم الذين أشعلوا النار .. وأمّا الوقود، فهو خذلاننا لهذا الدين .. ما بين لاهث وراء الدنيا لا يميّز بين حلال وحرام، و”متديّن” سقف الطاعة عنده اجتناب الفواحش الخلقيّة.. وأمّا نصرة الدين، والأخذ على يد الظالمين، والانتصار للشريعة المعطّلة؛ فليس ذاك في الأذهان، إلّا قليًلا من الصالحين..

نحن -كلّنا- في حاجة إلى توبة؛ حتّى لا نكون وقود حرب الدين وسبّ سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم.. فالتديّن الحقّ العمل لإصلاح النفس والعالم، وأن يرسم المرء معالم حياته لتكون خدمة للدين، لا أن يكون الدين برنامجًا ضيّقًا نهاية الأسبوع، بعد أن يفرغ المرء من جميع هموم الدنيا، ونوافل المشاغل.. التديّن الحق، تهذيب النفس وإصلاح الأمّة حتّى تكون مقدّساتها مهابة مصانة؛ فلا يتطاول عليها جانٍ.. وفي واقعٍ دساتيره معلمنة؛ ستجترئ على هذا الدين النطيحة والمترديّة وما عاف السبع..

“فَلَوْلَا كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍۢ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ”.

قال الإمام ابن كثير: “فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير، ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض .

وقوله : ( إلا قليلا ) أي: قد وجد منهم من هذا الضرب قليل، لم يكونوا كثيرا، وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غيره، وفجأة نقمه؛ ولهذا أمر تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M