صحوة قلب قبل رحلة الوداع الأخير

12 ديسمبر 2016 19:58
وثائق تورط مافيا في الاستيلاء على عقار للدولة مخصص لبناء مقبرة

هوية بريس ذ. محمد الزروالي
كنت طالبا بالحي الجامعي بالبيضاء ، وكان لنا طالب زميل بنفس الحي اسمه عبد الله ز ، زاده الله بسطة في الجسم وفي بعض أنواع العلم ،كما رزق جمال الصوت وهو في تجويده أشبه كثيرا بصوت محمد محمود الطبلاوي بارك الله في عمره ، وقد كانت له منة كبيرة علي إذ هو أشهر من علمني قواعد الترتيل من خلال الدروس التي يقيمها لنا بمسجد الحي الجامعي ، فأنا بهذا الاعتبار مدين له ولا يكفيني فيه إلا أن أدعو له من أعماق القلب بحسن العاقبة في الدنيا والنجاة يوم القيامة ، لكن بسبب حبي له كان يحز في صدري كثيرا أنه من مريدي الطريقة البودشيشية ولأجلها كان يزور الشيخ حمزة من حين لآخر ، وكان هو الآخر شديد الحساسية إزاء نظرة الناس إليه ، ولأجل ذلك كان كثيرا مايتوجس من الناس الحديث عن بدعته ومثال هذا أني ألقيت الحديث النبوي الشريف المعروف: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد …..)، وأخذت أشرحه ببراءة وحسن قصد ، لكنه فهم من ذلك أني أقصده بكونه يشد الرحال إلى الشيخ حمزة أحسن الله خاتمته ، وشكاني إلى أحد إخوتنا المصلين ، لكن هذا الأخ البودشيشي الكريم سمعته بأم أذني ـ قبيل أن تقع له حادثة بأيام قليلة (خلال نهاية السنة الجامعية 1984/ 1983 ) يعلن براءته من الطرقية كلها بحجة أنه أمر العقيدة وليس (هذا ماشيش اللعب خاصنا نلقاو الله بعقيدة صحيحة و……..) كلمات من هذا القبيل سمعتها منه وإصرار قوي على التحري ، بعد هذا كله وقع ما لم يكن منتظرا ، لقد ركب أخي دراجة نارية وانطلق مسرعا متوجها من الحي الجامعي إلى مسكن أهله بعين الشق ـ ربما ليحضر وثائق تتعلق بالعمل أو الخدمة المدنية ، فصدمته سيارة أو شاحنة في الطريق الوطنية رقم 1 متوجهة من جهة لساسفة إلى داخل مدينة البيضاء وأردته شهيدا إن شاء الله (1) ، فكان حدثا جللا جعلنا نتألم كثيرا لفراق صاحب الصوت الشجي المطرب لكل من سمعه ، لكننا سعدنا أيما سعادة بتجديد إيمانه ، وتجريده للتوحيد الخالص قبل أن يغادر دنيانا إلى دار البقاء ـ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ـ رحمه الله رحمة واسعة وقبله عنده من المحسنين ، وألحقنا به مومنين موحدين غير ضالين ولامبتدعين ، اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لأن الله تعالى يقول: (ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء 100.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M