قيادات بالبام غادرت البلاد لما هبت رياح الربيع العربي

16 يوليو 2023 11:02

هوية بريس – متابعات

‎ قال حسن بنعدي، أول أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة، يمكن أن نتحدث بالفعل عن مرحلتين في مسار حزب الأصالة والمعاصرة.

مرحلة التأسيس، وحضور المؤسسين القوي وعلى رأسهم فؤاد عالي الهمة، وهي مرحلة تميزت بخطابها الصادق ونجاحاتها الحقيقية، مقابل مرحلة الانحراف، رغم ما حققت من إنجازات انتخابية باهرة في الجوهر، فإنها تميزت بعد تواري المؤسسين، بشبه فقدان تام للبوصلة وبعشوائية في الخطاب واتخاذ القرار، وفي الحكامة الحزبية التي أغرقت في الاستبداد والشطط والاعتماد على التواطؤات المغلقة الضيقة، وتسخير السياسة لاقتناص الفرص وخدمة المصالح الشخصية، كما أشار إلى ذلك جلالة الملك في إحدى خطبه، التي نبه فيها إلى انحرافات الأحزاب وقياداتها.

وأضاف بنعدي في حوار مع أسبوعية “الأيام” ‎لقد سبق بعد هذا الخطاب أن شبهت ذات يوم الحزب بسفينة تمكَّن منها قراصنة في عرض البحر، وحولوا المنخرطين والمنتخبين إلى رهائن يتحكمون في رقابهم، بعد مصادرة إرادتهم.

أتذكر أنني قلت ذلك اليوم للصحفي سليمان الريسوني، الذي جاء يستجوبني لفائدة موقع الأول، ودار الحديث حول من الأجدر بتحمل مسؤولية الأمانة العامة في حزب الأصالة والمعاصرة؛ قلت له، بعد أن طلبت منه عدم التسجيل، إن الحزب يحتاج اليوم إلى الوكيل العام وليس إلى الأمين العام وكان ذلك في بيتي وبحضور الصحفي مصطفى الفن.

‎واستمر بنعدي متسائلا “فما هي اسباب هذا الانزلاق إن لم أقل المسخ لقد كان للحزب كما قلت لك هدفان اثنان: المساهمة في عقلنة المشهد الحزبي أو خلخلته كما تقولون، ثم حماية التعددية الحزبية، لكن البعض اختزل المبادرة كلها في خطاب بوليميكي: محاربة الإسلاميين الذين كانوا في الطريق نحو الهيمنة على المشهد.

‎ولما هبت رياح الربيع العربي، تم استغلالها من طرف البعض ممن يرفضون الوضع القائم وأسسوا حركة 20 فبراير، وهي حركة مركبة من عدد من العناصر، فيها ذوو النيات الحسنة، والبياعة والشراية، ومن يريدون تصفية حسابات صغيرة، ومن لا يعرفون ما يريدون، وغيرهم، وشكل ذلك تحديا بالنسبة لحزب حديث النشأة، كان يتلقى الضربات من كل جانب، والذي خذله العديد من قياداته.

فمنهم من هرب، ومنهم من غادر البلاد، ومنهم من تبرا من التجربة، خاطبا “ود الثوار” ومنهم من ابتلع لسانه مدعيا بعد أن مرت العاصفة أن الفوق، طلبوا منه ألا يرد على الهجومات؛ لكن صمد آخرون، وهم قلة وواجهوا الجعجعة ودافعوا عن الحزب ومشروعه بوجه مكشوف، وأتذكر ما قلته أنذاك، في إحدى الجلسات: “عندما تهب رياح العاصفة، فإن الجرذان هي أول من يغادر السفينة”، ولم يرق هذا الكلام لبعض الحاضرين، فاستدركت وقلت: لقد ظننت أنه لا يوجد بيننا فئران..”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M