لماذا يصعب على الجزائر قطع الغاز عن إسبانيا؟

09 يونيو 2022 18:54

هوية بريس – متابعات

بمجرد أن أعلنت الجزائر إيقاف الصادرات والواردات من وإلى إسبانيا؛ اتجهت كل الأنظار إلى إمدادات الغاز التي توردها الجزائر إلى مدريد، وما إن كانت معنية بالقرار أم لا.

مصدر جزائري قال لمنبر “عربي بوست” إن الجزائر لا تنوي وقف ضخ الغاز باتجاه إسبانيا، باعتبار أن هذه الخطوة ليست في صالحها من الجانب القانوني والتجاري.

وأضاف المصدر نفسه أن إسبانيا يُمكنها أن تلجأ للتحكيم الدولي في حالة ما فكرت الجزائر في قطع إمدادات الغاز عنها، بالإضافة إلى الإضرار بسمعة الجزائر الدولية في مجال التعاقدات والالتزامات، فضلاً عن إمكانية دفعها شرطاً جزائياً ضخماً كتعويض لمدريد.

من جهته كشف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل البارسا لوسائل إعلام محلية، اليوم الخميس أن الجزائر لن تقطع إمدادات الغاز عن مدريد رغم توتر العلاقات بين البلدين.

الأمر نفسه أكده الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في آخر حوار تلفزيوني له مع وسائل إعلام محلية، حين قال إن بلاده ستفي بالتزاماتها الطاقوية مع إسبانيا حباً واحتراماً للشعب الإسباني، وليس لحكومة بيدرو سانشيز.

وكانت الجزائر قد أبلغت إسبانيا بمراجعة أسعار الغاز حصراً، بينما ستبقى الأسعار نفسها مع زبائنها الآخرين، ومن المتوقع أن تراجع الأسعار مجدداً السنة القادمة؛ حيث تسمح لها الاتفاقية المبرمة مع مدريد بذلك، وينتهي العقد بين البلدين سنة 2030.

ما هي معاهدة الصداقة وحسن الجوار؟

تتضمن معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي وقعتها الجزائر وإسبانيا سنة 2002 عدة بنود واتفاقيات، وتمخض عنها إبرام أكثر من 50 اتفاقية بين البلدين طيلة السنوات الـ20 الماضية.

وتنص المعاهدة التي وقعها رئيس الحكومة الإسباني خوسي ماريا أزنار والرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، على تعزيز الحوار السياسي على جميع المستويات، إلى جانب تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

وتحث المعاهدة، التي وقعت يوم 8 أكتوبر 2002، على ضرورة احترام القانون الدولي وسيادة البلدين، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والامتناع عن اللجوء إلى القوة أو التهديد عند أي خلاف، مع الإقرار بتسوية النزاعات بالطرق السلمية، والتعاون في سبيل التنمية، واحترام البلدين لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعبين، وتنمية الحوار بينهما.

كما تشير المعاهدة في شقها الأمني إلى تعزيز التعاون بين القوات المسلحة للبلدين، وتنظيم تدريبات مشتركة ودورات تدريبية.

أما في الجانب الاقتصادي فتشدد المعاهدة على ضرورة تعزيز وتقوية التعاون الاقتصادي والمالي.

وتؤكد أيضاً على عقد اجتماع رفيع المستوى بين رئيسي حكومتي البلدين سنوياً بالتناوب في إسبانيا والجزائر، وعقد اجتماع مماثل بين وزيري خارجية البلدين.

تصعيد الجزائر مقابل تهديد مدريد

لا يبدو أن الجزائر ستتوقف عن التصعيد ضد إسبانيا بعد تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، حيث قال مصدر دبلوماسي جزائري إن إسبانيا في ظل حكم بيدرو سانشيز لم تعد شريكاً موثوقاً.

وأضاف المصدر ذاته أن هناك قرارات أخرى ستتخذها الجزائر ضد مدريد.

وأرجع الدبلوماسي الجزائري أن سبب تصعيد الجزائر الأخير مرده خروج بيدرو سانشيز أمام الكونغرس الإسباني، والذي تباهى فيه بالصفقة التي أبرمها مع المغرب بخصوص ملف إقليم الصحراء المغربية.

من جانبها تأسفت مدريد على تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين البلدين، مؤكدة أنها متمسكة بعلاقات جيدة مع جارتها الجنوبية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M