مدونة الأسرة.. د.الصمدي: إنهم يطلبون رأس الثوابث الجامعة

29 مارس 2024 16:54

هوية بريس – د.خالد الصمدي

السامري وأتباعه لم يعد همهم تعديل المدونة لكونهم خسروا المعركة منذ التأطير الملكي لهذا الورش بالحلال والحرام وقطعيات القرآن والاجتهاد في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية وقيمها الجامعة.

وهي مفاهيم من صلب العقيدة وصلب الشريعة الإسلامية ومن مصادرها الأصلية قرآنا وسنة، المنسجمة تماما مع مقومات إمارة المومنين.

وكان جلالته بالإضافة إلى هذا التأطير قد نبه في غير ما خطاب خلال هذه السنة بعد ما فتح هذا الورش الهام إلى ضرورة الاحتياط من الاهتزازات والتحديات التي تعيشها منظومة القيم وخاصة منها القيم الوطنية والاجتماعية والأسرية.

فلما سقط في أيديهم بهذا التأطير الملكي الواضح نصا واجتهادا وقيما ورأوا أنهم قد ضلوا، انتقلوا إلى خوض معركة الثوابت الدينية والحضارية الجامعة من خلال اتباع استراتيجية متدرجة بدأت أولا بالطعن في أهلية الفقهاء والعلماء واتهامهم بعدم القدرة على الاجتهاد وبالتخلف عن قضايا العصر، بما في ذلك أعضاء المجالس العلمية والمجلس العلمي الأعلى.

ثم اتجهوا بعد ذلك إلى الطعن في السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع باعتبارها بيانا نبويا للقرآن، فوسموا مصادرها التي أجمعت عليها الأمة بالكذب والاختلاق، بدءا بالبخاري ومسلم وصولا في القريب العاجل إلى الطعن في موطأ الإمام مالك مذهب المغاربة أجمعين، حتى لا يلجأ الناس إليها لمعرفة أحكام الشريعة في الأسرة وغيرها، وليعزلوا القرآن عن السنة لأنهم يعلمون أن تعطيل السنة تعطيل للقرآن.

ثم بعدها وصلت بهم الجرأة إلى أن اتجهوا إلى الطعن في القرآن نفسه فدعوا إلى تجاوز نصوصه وإن كانت قطعية الدلالة لأنها لم تعد في نظرهم صالحة لهذا الزمان، وقريبا لا قدر الله يمكن أن يتجهوا إلى الطعن في رواية وصحة القرآن الكريم نفسه.

فهذه الاستراتيجية إذن لا تتعلق بتعديل مدونة الأسرة، ولا تنحصر فيها وفي قضاياها الجزئية وإنما غايتها تهديد الثوابت الجامعة للوطن والأمة، فإن هم أحدثوا في هذا البناء الصلب ثغرة نفذوا منها إلى مدونة الأسرة ثم منها إلى باقي المنظومات القانونية الأخرى ومنها القانون الجنائي، ومنها إلى الثوابت الدستورية الجامعة، وهو ما يلقي على كاهل الجميع القيام بواجب الحماية والتوعية والتحصين من خلال الدعوة إلى التشبت بالأصول والاجتهاد المنضبط لقواعده، وعلماء الأمة قادرون بحمد الله على الإجابة عن نوازل العصر ومستجداته كما كانوا منذ قرون، وفقا للتوجيهات التي حددها أمير المؤمنين في تأطيره المتوازن الموزون.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M