“معارضة الجوقة”.. في الوعي كما في الشارع!!

03 ديسمبر 2021 17:51

هوية بريس- محمد زاوي

معارضة “الجوقة”.. في الوعي كما في الشارع!!

لا ينبغي الاقتصار على مواجهة معارضة “الجوقة”، وأخذ مسافة منها، في الشارع والإعلام فحسب. بل إن مواجهتها في الوعي أولى للبناء، كما تكون مواجهتها في الشارع أولى للنجاة.

وهذا هو الحد الفاصل بين “الفعل المؤقت” و”البناء المستمر”، إذ يخضع الأول للإحساس أو العمل في استراتيجية الآخر (ولا ضير، من أجل مصلحة الوطن)، فيما يخضع الثاني للوعي بالواقع كما هو (وهو الأولى لمصلحة الوطن، حاضرا ومستقبلا).

لا يمكن لمن يعوزه الوعي الوطني السديد أن يكون ديمقراطيا، ولا ثقة في “ديمقراطيته” مهما كانت شعاراتها براقة.

إن ديمقراطيا من هذا النوع لن يكون بديلا دائما عن “معارضة الجوقة”، وإنْ لُقّن الحكمة.

إن نقده الموجه ل”معارضة الجوقة” نقد سطحي، يوجّه سهامه للشارع، وينسى وعيه. ينفعنا مؤقتا للنجاة، وتنتهي مهمته بعد حين.

وحيث يعي المناضل/ الزعيم السياسي حدوده، وحيث يعلم أن تلك الحدود لن تكون أكثر اتساعا من المؤقت، فإنه يركّز على الآني المؤقت، وينشغل به عن الغد/ المستمر/ اللاحق…

يعي استيلاء “جوقة الوعي” على عقول المحيطين به، فيستثمر في “كاريزما الزعيم” و”إيديولوجيات التأسيس” لإنتاج موقفه الصارم والتعبئة له، على النقيض من “معارضة الجوقة”.

فتقف “جوقة الوعي”، بسحر الكاريزما والإيديولوجيا، على النقيض من “جوقة الشارع”. فتنجينا، ولا تبنينا.

هذا مِن جدل التاريخ.. أن يأتي النقيض بنقيضه.

وهكذا علمتنا العرب: “ما لا يدرك كله لا يترك جله”.

إلا أن الوعي الوطني عزيز، ومن لا وطنية له لا ديمقراطية له.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M