مناقشة رأي مع المحامي محمد الهيني..

20 يوليو 2021 19:28

هوية بريس – يونس فنيش

طبعا، إننا في حاجة لأصحاب التجربة في شؤون القانون؛ الرجال الأكفاء النزهاء الوطنيون لتنوير ساحة القضاء و تشجيع المجتهدين في هذا المجال و ليس، لا قدر الله، لتضليل الرأي العام غير العارف بخبايا المساطر القانونية و بحار الحيثيات و المآلات و التأويلات…

نحتاج إلى رجال قانون أكفاء نزهاء وطنيين لتقريب الرأي العام من الحقيقة و ليس لتوجيهه من أجل تكوين فكرة أو أفكار لا تستند فعلا على أدوات قانونية مجردة محايدة و فقا للقانون و لا شيء غير القانون، و ذلك لأن المغرب قد انخرط منذ زمن في آخر مبتكرات القضاء العالمي بشكله و جوهره، فلا مجال اليوم، طبعا، للعودة إلى إيقاد نار أحكام المجتمع المسبقة الشعبوية من أجل، مثلا، نصرة حكم قضائي يحتمل الإستئناف…

إن الإتجاه نحو تفعيل أحكام مجتمع ما على النوايا، ولو كانت صحيحة بالنسبة لمن يعرفون سلوك متهم ما، افتراضا، اتجاه غير سوي بالنظر إلى ما ذهب إليه المغرب من التزام باحترام الحقوق و المساطر القانونية.

ليس من الرزانة بالنسبة إلى رجل قانون، مثلا، و لو في إطار مجرد مقال رأي، أن يصدر حكما قاطعا على متهم ما، حتى لو تكونت لديه قناعة راسخة حول صحة المنسوب للمتهم المعني، بدون حجج تابثة تحترم الشكل و الجوهر معا، و ذلك لأن الأمر آنذاك لا يعتبر مجرد كلام مقاهي بل كلاما يصدر من عقل رجل قانون معتبر خاصة لو تم نشره في مقال رأي في صحف معتبرة، مثلا.

الشكل و الجوهر. إذا كان الجوهر مضبوطا و الشكل معيبا، فلا داعي لضياع الوقت. هكذا هو القانون اليوم و هكذا هي الحضارة اليوم التي انخرط فيها المغرب.

الشكل. كثيرا، ربما، ما يكون ضابط الشرطة، مثلا و بصفة عامة و عبر العالم المتحضر، على حق في اتهامه لشخص ما، و في أحيان أخرى يكون مخطأ، ولكن الضابط عليه أن لا يخل أبدا بالمساطر التي تقنن الشكل و إلا تم إخلاء سبيل المتهم… و هذه فرصة، في خضم هذا الحديث، للتذكير بأهمية الإرتقاء بتكوين رجال الضابطة القضائية من الأحسن إلى الأفضل، لأن أي خلل في الشكل لا يبيح النظر في الجوهر -على الأقل في ما يتعلق بالقضايا العامة العادية…- و هذا ما يتعلمه الطلاب في الجامعات.

صحيح أن الدفاع عن مصلحة الوطن تقتضي خوض المعارك الأدبية بدون تحفظ، في بعض الأحيان، من أجل الإنتصار للحق لأنها معارك لا يهم فيها الشكل بقدر ما يهم فيها الجوهر، ولكن المعارك القضائية و القانونية الداخلية شيء آخر تماما لأنها قضايا تهم وجه الوطن و مدى مواكبته للركب الحضاري العالمي.

لقد اختار المغرب مواكبة الركب الحضاري الحالي، فلا مجال قانونا للعب على وثر آخر بانتقاء فصول قانونية دون أخرى…لأن ثمة مصلحة البلاد و العباد، و ثمة يكمن سر الإستقرار ضمن المنظومة العالمية… أليس كذلك؟ إذا، فإعمال الذكاء شيء مطلوب أكثر من أي وقت مضى.

هذا مقال موجه إلى رجل القانون المحامي حاليا، و المستشار القانوني سابقا، الأستاذ محمد الهيني الذي يعد من كتاب الرأي أيضا، من أجل فتح نقاش مثمر ذكي صائب، و من أجل الإستفادة من كل تصحيح لو وجد، في إطار تبادل الآراء و الأفكار، في هدوء فكري و رزانة أدبية تحترم رقي المغرب و المغاربة، نصرة للبد الحبيب وفقا لما وصل إليه العقل و الفكر المغربي من تقدم و ازدهار، بكل تواضع و صراحة و موضوعية جلبا للخير و دفعا للشر. و الله أعلم و الحمد لله.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M