يريدون «شهادة إعفاء» من التربية الإسلامية!!!

08 يونيو 2017 02:40
يريدون «شهادة إعفاء» من التربية الإسلامية!!!

هوية بريس – لطيفة أسير

قرأت لأحد “العقلانيين” ممن آثروا الركون لمسلمات العقل وطرح النقول الشرعية جانبا، منشورًا ينافح فيه عن اللادينيين، ويستنكر إجبارهم اجتياز اختبار في مادة التربية الإسلامية في مدارسنا المغربية، معتبرا الدين قضية إحساس ذاتي حميمي.. وأن طرح المقرر للإسلام على أنه حقيقة موضوعية مثبتة عقليا وعلميا أمر غير مسوغ، وأن الإلحاد ليس وهما بل هو حقيقة، حقيقة عايشها مع أصدقائه الملحدين “الطيبين” “الإنسانيين”.

وبكل سخافة يقترح تسليم هؤلاء التلاميذ اللادينيين شهادة إعفاء من اجتياز اختبار التربية الإسلامية، تشبه شهادة الإعفاء التي يقدمها الطالب في التربية البدنية حين تكون عنده ظروف صحية!!!

لكن نسي صاحب المنشور أن يضع مطلبه في إطاره الكامل، فالانتماء للوطن أو لأيّ مؤسسة عامة أو خاصة، يُلزم المنتمي إليها بمراعاة القوانين المسَطرة في ذاك الوطن أو تلك المؤسسة حفاظا على النظام وضمانا للأمن العام. فحين تختار العمل في شركة -مثلا- تصبح مُلْزَما بالخضوع لنظامها العام، ومتى شعرت بالضيق منها فَلَك حق الانسحاب، وليس عليك إملاء شروطك عليها.

فأنت وهؤلاء تعيشون في دولة إسلامية، شريعتها الأولى هي الإسلام، وطبيعي أن تُدرّس بها مادة التربية الإسلامية، وطبيعي أن تَعتبر هذه المادة أن الإسلام هو الحقيقة الموضوعية الوحيدة في دنيا اختلط حابلها بنابلها، و زاغ أهلها عن الحق، ونطق فيها الرويبضة، وصار من هبّ ودبّ يحشر أنفه في قضايا الدين الإسلامي.

الإسلام هو الدين الصحيح أحب من أحب وكره من كره، ولنا في نصوصنا الشرعية ما يدعم شهادتنا، ويقوي اعتزازنا بهذا الدين الذي قال عنه ربه (إنّ الدين عند الله الإسلام)، وحكم فيه حكمه العدْل حين قال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

أما الأقليات غير المسلمة فلها أن تصرّف معتقداتها في القنوات المتاحة لها بهذا البلد، وليس لها الحقّ في مصادرة دين الأغلبية.

وحرية المعتقد كفلها ديننا: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )، لكن على كل لاديني أن يتحمّل تبعات اختياره يوم يقف أمام ربّه حيث لن ينفعه عقل ولا جدال : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

لهذا فالمطالبة باحترام عقائد الطلبة في الاختبار، وامتحانهم على ضوئها نوع من العبث؛ وإخضاع الدولة مقرراتها واختباراتها للرغبات الشخصية للطلبة أمرٌ مستحيل، لأن الاختلاف سنة كونية، وما وُضعت القوانين إلا لضبط هذا الاختلاف. فالذين يعيشون بالمغرب مسلمون، والتلاميذ الممتحنون مسلمون، وحتى لو افترضنا وجود تلاميذ ملحدين فهؤلاء “شواذ” في مدارسنا و(الشّاذ يحفظ ولا يقاس عليه)!!

آخر اﻷخبار
5 تعليقات
  1. اخي الكريم. لقد صدق سعيك واستقام استشهاذك بايات الله تعالى. لكن طلب الاديني لا يرفظ بحجة انه يقلل احترام اصدقائه في الصف حينما يبتغي اذن له وحده. من جهة اخرى، اذا ما قنا بانه المناهج لا تأخذ من ارادة التلاميذ، فقد تنقد الفكرة لانه اتبثت البحوث في هذا المجال على مر عقود ان امثل الاختيارات هي ما يكون فيها دراسة لاحتياجات التلميذ منطلق بناء المنهاج. هذا لهم. ارجو ان تصحح هته الفقرة. حبذ لو تكلمت عن علاقة اختيارهم باختلال وتغير المجتمع على المدى البعيد. وفقكم الله لما يرضيه ويسركم لدينه اهل الخير.

  2. اينك يا اباتميم السخيف البليد هاانت ترى مايقع في بلد طبلتوم بقراع الطبل والمزمار اظن انكم ستسالون على تدخلكم ومساعدة اهل الافك والبهثان بمن علماء البلاط الفاسد السوء من الجامية تتركون اهل الشرك والفساد وتتصدون الى اهل ألسنة انتم حرب على آلمسلمين يجيب على المسلمين خصوصا العلماء اصدار فتوى ضد كم لانكم تتصفون الأوصاف التي في جماعة تكفيرية لاتحسنون الا السب والشتم عفاكم الله من العلم و الأدب شتت لله شملكم

  3. السلام عليكم
    أشكر كاتبة المقال على المجهود المبذول في المقال، و على الرغم من النية الطيبة لصاحبة المقال إلا أنه يؤسفني أن أقول أنني أري أن المقال كما كتب، يقف إلى جانب الملحدين و هؤلاء الخرافيين الذين يسمون أنفسهم عقلانيين أكثر من وقوفه بجانب الشرع الحكيم,
    إذ أن المقال يقر ؛مثلا؛ أن هؤلاء “العقلانيين” آثروا الركون لمسلمات العقل وطرح النقول الشرعية جانبا، في حين أن هؤلاء رموا العقل جانبا و تتبعوا الخرافة. إذن أن الدلائل العقلية التي تثبت صحة مصدر الشرع الرباني كثيرة و متتابعة و يكفي أن نذكر منها ما يؤيده العلم التجريبي الحديث .
    طبعا لي ملاحظات أخرى كنت أود أن أوردها على المقال لكن لضيق الوقت يتعذر علي ذلك.
    على كل حال تبقى محاولة طيبة من كاتبة المقال للدفاع عن دين الله الذي لا إلاه إلا هو،
    جزاكم الله خيرا.

  4. للطالب الملحد الحق في الاعفاء من التربية الاسلامية لاننا في بلد علماني و من قال بان البلد اسلامي فقد كذب

  5. بناءا على هذا المبدأ, سيكون العمال في شركتك لا يزالون حرفيا يعملون حتى الموت بدون أدنى شروط سلامة أو أيام راحة أو أي حق أنتزعته النقابات خلال قرنين من الزمن, لأنه ببساطة لا يحق لي طلب حق لمجرد أنك رب العمل ولا ترى فائدة شخصية لتغيير شيء,

    ثانيا إذا أنسحبنا وما سبق سيجبرنا حتما.. ذلك سيشجع المزيد على الانسحاب دائما طالما هناك بذائل أفضل من شركة الإستبدادية, كما رأينا ذلك في هجرة العقول الى بيئات أفضل ,وسينتهي بك المطاف بشركة بدون كفاءات ومجرد حمقى يرون في البقاء فائدة شخصية بدون مقابل.

    تالثا: “الإستشهاد” بالأيات والنصوص ليس طريقة للإقناع, ذلك يشبه مسيحي يقرأ لك كتابه المحرف الذي لا تأمن بصحته أنت أصلا مع غياب الأدلة على صحة تلك النصوص.

    ملاحضة: ألم يكن الجدال والعقل هو ما أدى إلى إقتناعك بذيانتك في المقام الأول هئهئهئهئ والأن ترهبني بأن ذلك حماقة ولا نفع منه (لوكان الأمر هكذا أفضل أن أرمي نفسي في الجحيم وإن كانت الجنة خيارا متاحا).

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M