فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

03 مايو 2014 18:47
فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – السبت 03 ماي 2014

تقديم

في إطار بحثنا في المسار التأسيسي للحركة السياسية والثقافية الوطنية، التي قادها شباب لم يتجاوز بعضهم العشرينيات، ندرج تفاصيل تهيئة المؤتمرين الثالث والسادس لجمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين الذين تقرر حسب القانون الداخلي أن ينعقدا في فاس؛ ولكن السلطات الفرنسية منعتهما، مما يدل على أن الحديث عن الدور الفرنسي في إخراج المغاربة من حالة البداوة والتخلف إلى مرحلة التحضر إنما هو من قبيل الحديث عن العنقاء، وأن ظهور التنظيمات الجمعوية لم يأت عفو الخاطر، وإنما كان هناك تدريب وتأهيل سابق تمثل في الجمعيات المدرسية والطلابية سواء داخل المغرب أو خارجه، مثلها في ذلك مثل الصحافة والإعلام.

المؤتمر الثالث لطلبة شمال إفريقيا المسلمين 1933

جاء في رسالة بعث بها الكاتب العام للجمعية الحبيب تامر إلى الجرائد والمجلات (جريدة “السنة”، ع:8، س1-1933، و”مجلة المغرب” 9 ماي 1933):

“كل يعلم أن جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا تعقد كل سنة مؤتمرا تجمع فيه كافة طلبة الشمال الإفريقي من طلبة الكليات الأوربية، وطلبة المعاهد القومية، وذلك بإحدى عواصم بلادنا.

والغاية من هذا المؤتمر النظر في كل المسائل المتعلقة بالتعليم والتربية ودرسها بكل إمعان ودقة، ثم البحث عن الوسائل الناجعة لإصلاحها وتقويمها، وتكون نتيجة أعمال المؤتمر أن يستظهر باقتراحاته وقراراته لدى الشعب، ويعرضها عليه ليسعى في تنفيذها، وكذلك يقدمها للحكومة ويطلب منها أن تعتبرها وتعمل بها حتى يكون إصلاح التعليم ببلادنا موافقا لرغائبنا كلها…

وهناك غاية أخرى لهذا المؤتمر وهي غاية أدبية، وهي تقوية الروابط الودادية التي تجمع كافة طلبة شمال إفريقيا المسلمين… وزيادة على ذلك فإن هذا المؤتمر سيمكنهم من تبادل الأفكار فينشأ عن ذلك توحيد آرائهم فيصيرون لا يرمون إلا لغاية واحدة.

فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

وسيعقد المؤتمر الثالث بمدينة فاس بتاريخ 19 شتنبر 1933، وستمتد جلساته على أربعة أيام؛ أما المسائل التي سيبحث فيها المؤتمر فهي التالية:

– تحسين حالة طلبة التعليم العالي بإفريقيا الشمالية وبالخارج.

– تنظيم البعثات العلمية لأروبا والشرق.

– تحضير المعلمين والمدرسين بشمال إفريقيا.

– التعليم الابتدائي بالمغرب الأقصى.

– تعليم العربية بالجزائر.

– النظام الجديد بجامع الزيتونة وجامع القرويين.

– المصادقة على القوانين الأساسية.

وقد سعى مجلس إدارة جمعيتنا لتسهيل سبل المشاركة على كل طالب، وذلك بفضل معاضدة اللجنة التحضيرية التي سميت أخيرا بفاس، فستكون الإقامة مدة المؤتمر مجانا، أما مصاريف السفر فقد خصصت الجمعية قسطا من المال لإعانة المسافرين من أعضاء المؤتمر العاملين.

يتركب المؤتمر من الأعضاء العاملين وهم طلبة الجامعات والمدارس العليا، وطلبة الطبقة العليا بجامع الزيتونة، وطلبة السنين الثلاث النهائية بجامع القرويين، والقسم العالي من مدارس الجزائر الثلاث.

وأعضاء مساعدين: وهم تلاميذ الدور الثاني من التعليم الثانوي بجميع المعاهد.

وأعضاء مستشارين: وهم المدرسون والمعلمون وأعضاء مجالس الجمعيات التي تهتم بالتعليم.

الأعضاء العاملون وحدهم لهم حق تقديم التقارير والمناقشة والاقتراحات والتصويت، وللأعضاء المساعدين والمستشارين حق حضور الجلسات فقط على أنه يمكن لأحدهم أن يبدي رأيه برخصة استثنائية من رئيس الجلسة، ولهيئة المؤتمر أن تستدعي من ترى من الكفاءة فيما يرجع لمسائل المؤتمر لمشاركتها في العمل كمستشار فني.

وقد اهتم مجلسنا هاته السنة بمسألة المؤتمر بصفة خاصة، فسمى لجنة حضرت له برنامجا كامل الشروط، ولجنة أخرى حضرت له قوانين أساسية لهذا المؤتمر وقوانين داخلية، وذلك لتجري أعماله على أحسن نظام وأكمله.

فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

ومن جملة المسائل التي نظر إليها القانون الداخلي؛ هي تسمية لجان مهيأة في كل من أقطارنا الثلاثة.

– لجنة تحضيرية في القطر الذي ينعقد فيه المؤتمر، ولجان محلية في بقية الأقطار مهمتها بث الدعاية للمؤتمر، وتحضير سفر الوفود، وتعيين المقررين والنظر في التقارير قبل سفر الوفود.

ثم بعد ختام المؤتمر تقع زيارة أشهر المدن بالمغرب الأقصى” انتهى.

وكما يتبين فإن المؤتمر كان سيكون مؤتمرا مهيكلا للجمعية، مما يدل على فهم لدور الجمعية في التدريب والتأطير على إدارة الشأن العام والتقعيد للعمل النيابي والتمثيلي للمنتسبين.

وقد أشار الزعيم علال الفاسي في رسالة منه إلى الأستاذ محمد داوود ببعثه قصيدة شعرية بالمناسبة لعرضها على اللجنة التحضيرية، وقد بعثت الكتلة الوطنية بتطوان بوفد يمثلها يتكون من السادة محمد داوود؛ عبد الخالق الطريس؛ التهامي الوزاني؛ وطنانة؛ والمصمودي؛ بيد أن السلطات الفرنسية ردتهم في الحدود (“الرسائل المتبادلة بين علال الفاسي ومحمد داوود”، ص:65).

وقد منع المؤتمر وتم عقده في باريس أيام 26-27-28-29 دجنبر 1933؛ أنظر “مجلة المغرب”، يناير 1934، (ص:11).

أما المؤتمر السادس المبرمج انعقاده في سنة 1936 فسنقدم تقريره بحول الله في الحلقة القادمة.

فرنسا تمنع مؤتمر طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفاس في 1933 و1936

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M