الشيخ يحيى المدغري: يجب الحفاظ على نعمة الأمن بالمغرب والمقاربة الأمنية غير كافية لمواجهة التطرف

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

الجمعة 17 أبريل 2015

تناول الشيخ يحيى المدغري مدير مدرسة ابن القاضي للقراءات والرسم وخطيب مسجد حزة (رضي الله عنه) بسلا؛ موضوع “نعمة الأمن في المغرب” في خطبته اليوم، مستهلا حديثه بذكر فضل ذلك وأهميته، ومستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا“.

ثم نبه إلى ما ينعم به المغرب من نعمة الأمن، ممثلا لذلك ببيان حال الدول الإسلامية التي اجتاحتها الحروب كسوريا وليبيا واليمن، وواقع مصر الأليم.

كما وجه كلمة إلى السياسيين المغاربة المهتمين فقط بحساباتهم السياسية الضيقة، حيث دعاهم إلى الإسهام في الحفاظ على أمن الأمة والعمل على مصالح الأفراد والمجتمع، أو ليتركوا المغاربة في حالهم.

وبخصوص ما يتلقاه بعض الشباب من أفكار متطرفة تهدد الأمن والسلم الذي ينعم به المغرب، فقد دعا إلى مقاربة شمولية، بالتذكير بأن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية لأنها لا تغير الفكر، وأنه لابد من حملات فكرية مع الحملات الأمنية، وأن على العلماء والدعاة القيام بدورهم في ترشيد الشباب وحمايتهم من التشدد والتطرف.

ثم بين الشيخ يحيى أن النعم عموما لابد من الحفاظ عليها بتقوى الله وطاعته وتجنب معاصيه، وأنه قد يكون الأمن إما نعمة إذا شكر العباد، أو يكون استدراجا للعصاة لقوله تعالى: “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ“.

ثم ذكر بقصة أهل سبأ الذين عاشوا في النعم والأمن، فلما نسوا ما ذكروا بها عاقبهم الله عز وجل بسلبهم ذلك، قال الحق سبحانه: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)“.