الدكتور العثماني يكتب: وسائل التخفيف من الضغط النفسي
هوية بريس-الدكتور سعد الدين العثماني
[email protected]
تعرفنا في الحلقة الماضية على تعريف الضغط النفسي وتأثيره على حياة الإنسان الذي يعاني منه. ومن الطبيعي أن يبحث كل واحد عن طرق لتعامل أفضل معه.
وهناك أمران أوليان يجب استحضارهما هنا، هما:
الأمر الأول هو أنه لا يوجد علاج سريع أو وسيلة سريعة للتخلص من حالة الضغط النفسي، كما لا توجد وسيلة واحدة فعالة لجميع الأشخاص وفي مختلف الأحوال.
الأمر الثاني هو أن الهدف من إدارة الضغوط ليس هو التخلص منها، ولكن الهدف هو التخفيف منها. وهنا نستعين دائما بالقاعدة المعروفة: ما لا يدرك كله لا يترك كله. لذلك من الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الإنسان هنا هو فقدان الصبر والتحمل والعمل – بالتالي – بكل وسيلة لإنهاء الضغط فورا وفي الحين. والتركيز على ذلك واستنفاذ كل الجهد فيه قد يُعرّضان لمشاكل أكبر وضغوط تفوق الضغط الأصلي نفسه.
أما الطرق العملية للتعامل مع الضغوط النفسية فيمكن إجمال أهمها فيما يلي:
1 – التوكل على الله وإسناد الأمر إليه والثقة برعايته وحفظه، هو المستمسك الأول الذي ينفع كثيرا استحضاره في مواقف الضغط والتوتر، فذلك يشعر بالراحة والطمأنينة، وليتذكر المؤمن دائما وعد الله في آياته، ومنها قوله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة”، وقوله: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون”، وقوله تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب “. وغيرها من الآيات المشعرة برعاية الله. وإذا كانت الدراسات الغربية تحث على التأمل والتشبث بالقيم الروحية، فإن أسمى ما في ذلك وأكثر موجود في كل ما يتوجه به المؤمن إلى الله من ذكر ودعاء وعبادة وتضرع.
2 – طلب الدعم الاجتماعي: وبالخصوص دعم الأسرة أو المقربين، والتواصل معهم، وتجنب العزلة والانكفاء على الذات واجترار الأفكار السلبية. لذلك لا تتردد في الاحتماء بأسرتك، ولا في طلب نصيحة أو دعم معنوي، وبادر بأخذ فترة استراحة لاحتساء فنجان شاي مع صديق أو قريب. وإذا أحسست أن الأمور تجاوزت قدرات كل ذلك، وبدأت أعراض الانهيار العصبي تظهر مثل الإحباط وأعراض الاكتئاب، فالجأ إلى طبيب نفساني أو معالج نفساني، لمساعدتك في كيفية إدارة الضغوط بشكل فعال.
3 – اتباع نظام غذائي صحي: مثل إعطاء أهمية لتناول الفواكه والخضراوات والتغذية المتوازنة، والحذر من الإكثار من شرب الشاي والقهوة، ومن الانجرار نحو تدخين التبغ أو شرب الكحول أو استخدام المواد المخدرة.
4 – ممارسة الوسائل المعينة على الاسترخاء: فهي تفيد في مكافحة التوتر والتقليل من القلق من خلال تمارين التأمل، أو التدليك، أو التنفس العميق، أو الاستحمام بماء دافئ، أو تمارين استرخاء العضلات.
5 – الحصول على قسط كاف من النوم: فكمية النوم وجودته تؤثر كثيرا في حالة الضغط النفسي وتنفع في تجديد طاقة الدماغ، لذلك يجب الحرص على اتباع نظام يساعد على الهدوء والاسترخاء عند الذهاب للنوم، والتزام جدول زمني منتظم.
6 – ممارسة التمارين الرياضية: فذلك يساعد على تحسين النوم ويخفف من الضغط النفسي. وقد يكون الممكن فقط هو القيام بتمارين منزلية أو المشي أو تمارين خفيفة في الهواء الطلق، فكل ذلك نشاط للجسم يساعد على تحسين المزاج والشعور بالراحة النفسية وتقوية التركيز، لكن بشرط الانتظام والاستمرار.
7 – عدم التفريط في الضحك والأنشطة الممتعة: فهي تساعد على إحداث تغيرات إيجابية في المزاج، لذلك فإن الحرص على قضاء وقت ممتع مع أصدقاء مرحين أو في ممارسة هواية أو نشاط ترفيهي مهم للغاية.
8 – تسلح بالمرونة والتيسير في أمورك، سواء مع نفسك أو مع الآخرين، فكثير من الأمور نتشدد فيها بحكم العادة أو بفعل الضغط الاجتماعي، ويمكننا تماما القيام فيها بما يخفف علينا ويرفع عنا الحرج. وهذا التحرر يسهم كثيرا في الاسترخاء والشعور بالراحة.
هذه وصفات عملية تساعد للتخفيف من الضغط النفسي، لكن كل شخص له خصوصياته، ولكل حالة خصوصياتها، وهناك حاجة لتكييف تلك الوصفات معها.
الدكتور العثماني، أنت لاتستحي. كنت رئيسا للحكومة له اختصاصات يضمنها الدستور من شأنها أن تخفف الضغط بل الفقر عن قرابة أربعين مليون نسمة، لكن لم تكن لك القدرة بل ولا الشجاعة أن تغير ولو قيد أنملة واقعهم. والأدهى والأمر أنك قمت بعمل شنيع ستسأل عنه ليس فقط من قبل الشعب بل أمام الخالق، أمضيت إتفاق التطبيع مع الصهاينة وأنت صاغر الرأس ذليل. وتأتي اليوم في حملتك التجارية لكي تخبرنا كيف نخفف الضغط؟ والله لو كانت عندك نفس أبية لاعتزلت الدنيا ولبكيت على أفغالك… ولاتنسى أن تبكي على مولاك عسى أن يغفر لك صنيعك مع الصهاينة وبئس الصنيع.