من أصداء ندوة اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية.. وجهة نظر ذ.محمد أزهر

هوية بريس – ذ.محمد أزهري

وجهة نظر:

تتبعت بإمعان المداخلات الاربع في اليوم الوطني لمادة التربية الإسلامية، ومما لاحظته؛ أنها لم تأت بجديد بخصوص حاجات المنهاج ومشكلاته التي تحتاج إلى تطوير، سوى محاولات كل طرف الدفاع عن رؤيته وبيان وجه صوابيتها. ومما سجلته:

أولا: المستوى الراقي في تدبير الخلاف بين الخبراء، وحكمتهم في مناقشة موضوع ذي حساسية كبيرة بحضور المفتش العام للوزارة. وهذا المكسب مهم جدا إذا استحضرنا التحديات التي تواجهها مادة التربية الإسلامية؛

ثانيا: عكست المداخلات الأربع الحاجات الحقيقية لمادة التربية الإسلامية؛ فمداخلة الجمعية تعكس نبض المجتمع، وحاجته إلى منهاج يعيد الروح للمادة ومكانتها التربوية، ومداخلة الدكتور أيت إعزة تؤكد على وظيفة التبليغ والمحافظة على الثوابت الدينية، ومداخلة الدكتور الصمدي تنظر بمنهج شمولي إلى مادة التربية الإسلامية؛ منهج يستحضر طبيعة المنهاج المغربي ووثائقه المرجعية وينفتح على التجارب الدولية لتكوين المتعلم على منهج الإسلام الذي يجمع بين المقصد التعبدي ومقصد الاستخلاف في عالم متغير.

أما مداخلة زميلي الدكتور محمد الأنصاري فتعكس الجهود العلمية والبحثية التي ينبغي استحضارها لتطوير المقاربات المنهاجية والبيداغوجية وحسن تنزيلها في الكتب المدرسية والممارسة التدريسية،

ثالثا: رغم الاختلاف الظاهر في الرؤى إلا انه في تقديري، اختلاف تكامل لا اختلاف تضاد،

رابعا: يقع الإشكال بين هذه الرؤى عندما يحسم البعض في اختياراته ولا يؤصل لها بقواعد البحث العلمي او لا يراعي واقع المجتمع وثوابته الدينية، أو أنه يعتبر هذه الاختيارات معيارا لقبول الرؤى المخالفة. وبيان هذا الإشكال؛ أنك ترى أصحاب وظيفة التبليغ والمحافظة على الثوابت مثلا يعتقدون أن التوسع في مفهوم المادة قد يلغي طبيعتها الدينية ويجعلها عرضة للاختراقات الايديولوجية المخالفة لمنهج الإسلام الوسطي والمعتدل، وفي المقابل يرفض أصحاب الوظيفة التربوية بالمعنى الشامل للدين الإسلامي تقزيم المادة وحصرها في الجوانب التعبدية التي رغم أهميتها لا تكفي في نظرهم لتكوين المتعلم المسلم القادر على الإجابة على مشكلات عصره.

خامسا: نحتاج إلى أن نتوافق حول المعايير الحقيقية لتطوير المنهاج، وهي في تقديري معايير ينبغي أن تجمع بين الحاجات والمطالب حتى تنخرط كل الأطراف لتطوير المادة وتحقيقها مقاصدها..

عموما؛ أرجو أن تستحضر التوجيهات التربوية ومختلف الدلائل التي يمكن أن تصدرها الوزارة هذا التكامل في معايير التطوير لبث الروح من جديد في مادة التربية الإسلامية؛ خصوصا في جوانبها المنهجية والعملية.

والحديث يطول وليس هذا محل التفصيل فيه.