الحجاب.. الفضيلة التي أضعناها والعبادة التي يراد لنا أن ننساها!!
هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
قال تعالى: (يا أيها النبيء قل لأزواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يوذين).
مما ذكره ابن هشام في سيرته في حديثه عن سبب غزوة بني قينقاع: “أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها -وهي غافلة- فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله-وكان يهوديا- فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع”؛
أي نعم والله رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك جيشا كاملا لا لتأديب قتلة الأنبياء والرسل على نقضهم العهد الذي بينه وبينهم فحسب، بل للانتصار لحجاب المرأة المسلمة وتلبية لصرختها وليعلم أمته بذلك أن قيم العفة والحياء والستر من ثوابت هذا الدين وأن ضياع هذه القيم سبب في خراب البلدان وانهيار الحضارات؛
واليوم -واحسرتاه- وقد تعرت معظم نسائنا وبناتنا على يد اليهو.د وإخوانهم الذين قال الله تعالى فيهم: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، بل وصل العري إلى دركات غير مسبوقة وعم جميع الفضاءات؛المؤسسات التعليمية والجامعات، والشوارع والأسواق، فضلا عن فضاءات التخييم والشواطئ والمنتزهات… ومع ذلك وآسفاه لم نسمع من أهل الشأن الديني عندنا ولا موعظة أو خطبة واحدة للتذكير بأهمية هذه الفضيلة الغالية والعبادة المنسية حتى إن كثيراً من بنات المسلمين بتن يجهلن بأنها فرض عين إذ لا يحل لامرأة بلغت الحلم أن تكشف شيئا من جسدها ماعدا الوجه والكفين -إذا أخذنا بأيسر أقوال الفقهاء وعلى رأسهم سادتنا المالكية- ومن علمت منهن من ذلك شيئا إنما علمته من مواقع التواصل الاجتماعية حيث ينشط علماء الخوارج، أو علماء المشارقة حيث التهديد للنموذج المغربي -حسب ما صرح بها بعض رموز الشأن الديني عندنا-.
فهل يا ترى إغفال الحديث عن فضيلة الحجاب هو جهل بأهميتها فحسب!؟ أم أن الأمر متعمد حيث يتنافى الحديث عنها مع خطة العلمنة التي بشر بها من بيده أمانة التبليغ ومسؤولية حراسة القيم في المجتمع!!؟؟
اقرأ أيضا: علمنة الخطاب الديني.. الحرب الخفية على الشريعة الإسلامية
