ذكريات من سجن الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

21 أغسطس 2019 16:39
ذكريات من سجن الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

هوية بريس – متابعة

قال العلامة الشيخ أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني:
“كان أول ما صنعته في ذلك أن حققت “مختصر مسلم” المذكور، ورقَّمْتُ أحاديثه، وشرحتُ غريبه، وعلّقتُ عليه تعليقاتٍ مفيدةً، ثم طبعتهُ في بيروت.
وكان قد تبين لي بعد الفراغ منه أن الحافظ المنذري رحمه الله لم يقتصر في اختصاره إياه على حذف أسانيده و المكرر من متونه فقط، بل حذف منه بعض المتون أيضًا، فلما بدا لي ذلك تمنيت أن لو تتاح لي فرصة، لأتولى أنا بنفسي اختصاره بطريقتي الخاصة.
وشاء الله تبارك وتعالى ذلك، حيث قدر علي أن أسجن في عام 1389هـ
الموافق لسنة 1969 م مع عدد من العلماء من غير جريرة اقترفناها
سوى الدعوة إلى الإسلام و تعليمه للناس، فأُساقُ إلى سجن القلعة و غيره في دمشق.
ثم يُفرج عني بعد مدة لأساق مرة ثانية و أنفى إلى الجزيرة.
لأقضي في سجنها بضعة أشهر أحتسبها في سبيل الله عز وجل.
وقد قدر الله ألا يكون معي فيه إلا كتابي المحبب “صحيح الإمام مسلم”.
وقلم رصاص وممحاة، وهناك عكفت على تحقيق أمنيتي، في اختصاره وتهذيبه.
وفرغت من ذلك في نحو ثلاثة أشهر، كنت أعمل فيه ليل نهار، ودون كلل ولا ملل.
وبذلك انقلب ما أراده أعداء الأمة انتقامًا منا إلى نعمة لنا.
يتفيأ ظلالها طلاب العلم من المسلمين في كل مكان، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كما يسر الله تعالى لي التفرغ لعدد كبير من الأعمال العلمية ما كان يتاح لي أن أعطيها الوقت اللازم لو بقيت حياتي تسير على النهج المعتاد، فقد قامت بعض الحكومات المتعاقبة بمنعي من الخروج إلى المدن السورية في الزيارات الشهرية التى كنت أقوم بها في الدعوة إلى الكتاب والسنة.
وهو نوع مما يُسمى في العرف الشائع بـ”الإقامة الجبرية”، كما أنني قد مُنعت خلال فترات متلاحقة من إلقاء دروسي العلمية الكثيرة التى كان التحضير لها يأخذ جزءًا كبيرًا من وقتي، وهذا كله قد صرف عني الكثير من الأعمال، حال بيني وبين لقاء عدد كبير من الناس الذين كانوا يأخذون من وقتي الشيء الكثير”.

من كتاب: “مُخْتَصَر صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي [1/8-9].

من صفحة الشيخ عبد الحميد بنعلي.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M