تصريح صحفي حول “عريضة إسقاط التطبيع بالمغرب”

10 يناير 2024 15:38

هوية بريس- متابعة

عقدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، صباح اليوم الثلاثاء، “ندوة صحفية مشتركة بين السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والسادة الأساتذة المحترمين الأعضاء في لجنة العريضة الشعبية للمطالبة بإلغاء اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل و بالإغلاق النهائي لمكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط”.

ونشرت المجموعة تصريحا صحفيا بهذا الخصوص، على صفحتها ب”فيسبوك”، جاء كما يلي:

“التصريح الصحفي بشأن : العريضة الشعبية بمطالبة رئيس الحكومة المغربية، بإلغاء اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، وبالإغلاق النهائي لمكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط.

السيدات والسادة الاعلاميات و الإعلاميين ممثلي المنابر الصحفية المحترمين

السيدات والسادة ضيوف الندوة الصحفية الكرام
كل التحية لكم على استجابتكم لحضور هذه الندوة الهامة جدا ..

نعقد هذه الندوة الصحفية المشتركة بين السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والسادة الأساتذة المحترمين الأعضاء في لجنة العريضة الشعبية للمطالبة بإلغاء اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل و بالإغلاق النهائي لمكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط .. في سياق الملاحم البطولية التي يخوضها الشعب الفلسطيني الشامخ بوجه آلة الحرب الهمجية الصهيونية المدعومة بشكل رسمي ومعلن من قبل الإدارة الأمريكية وعواصم عدد من الدول الغربية بالسلاح والعتاد والتغطية السياسية في المنتظم الدولي في مشهد يجدد رسم حقيقة الصراع في فلسطين باعتباره امتدادا للسياسات الإستعمارية الامبريالية منذ أكثر من 100 عام من وعد بلفور البريطاني الإجرامي بعيد مؤامرة سايكس بيكو.. مرورا بجريمة زراعة كيان الإرهاب الصهيوني قبل 75 عاما في 1948 .. عبر ارتكاب مئات المذابح والمجازر خلال مرحلة الانتداب_الاستعمار البريطاني و بعده.. و حتى يومنا هذا .. كما شهد بذلك احد قادة الكيان المؤسسين عندما قال: لولا مذبحة دير ياسين.. ما قامت “إسرائيل”…

إنه كيان الإحتلال الإرهابي الاستيطاني العنصري الدموي .. بطبيعة نشأته.. و بطبيعة مرجعياته التأسيسية.. و بطبيعة سلوكه و سياساته القائمة على الإبادة الجماعية والتهجير والتقتيل والإغتيالات والتهويد والتزوير للتاريخ والآثار والاركيولوجيا على أرض فلسطين.. وعلى شعوب ودول المنطقة ككل…

نعقد ندوتنا اليوم .. و نحن في خضم معركة طوفان الأقصى المباركة التي سطرتها المقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها.. وبحاضنتها الشعبية الصامدة كل هذا الصمود البطولي والاسطوري لشعب الجبارين… في غزة الشموخ.. و في ضفة عرين الاسود.. وفي قدس الرباط..و في شتات المهاجر حيث ملايين أبناء الشعب الفلسطيني تقود معركة العودة منذ عقود ….

نعقد ندوتنا اليوم… في سياق حالة سياسية إقليمية جد بئيسة يقود ركب بؤسها عدد من عواصم التطبيع والهرولة الصهيوتطبيعية الطافحة على مدى السنوات الأخيرة في موجة ما سمي “الإبراهيمية” بمحاولة القفز على قضية فلسطين والمرور الى التطبيع الرسمي المباشر .. ما جعل العدو الصهيوني ومعه أمريكا يستفرد بالشعب الفلسطيني تقتيلا و إبادة و ذبحا على الهواء مباشرة في مشهد هولوكوست نازي حقيقي (وليس الأسطورة البروبغاندية التي قامت عليها دعاية كيان صهيون) وذلك بالاستهداف الممنهج والمدروس للمستشفيات و المدارس والمنازل والمخيمات والكنائس والمساجد والملاجئ في عملية إبادة جماعية لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء في غزة التي تعيش أصلا عامها ال17 من الحصار المفروض صهيونيا وغربيا والمرعي من عواصم الجوار العربي المتخاذلة والمتواطئة والشريكة في هذا الإجرام بحق الانسان الفلسطيني…

إننا في الساحة المغربية الشعبية .. في إطار مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. وفي إطار لجنة العريضة الشعبية للمطالبة بإلغاء اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل .. والى جانب كل فعاليات الشعب المغربي الحقوقية والمدنية عبر الوطن … إذ نتابع هذه المعركة بمواجهة هذا العدوان الهمجي البربري الصهيوني.. تفاعلا و تعبئة وانخراطا ميدانيا بالرباط وبكل مدن البلاد .. فإننا في الوقت نفسه الذي ننخرط فيه في أشكال التعبير عن دعم المقاومة الفلسطينية المسلحة البطولية .. وعن الترافع الحقوقي ضد جرائم العدو المتوحش.. فإننا و بنفس القوة والحزم خضنا و نخوض معركتنا المحلية .. وطوفاننا الشعبي الوطني .. ضد التطبيع والإختراق الصهيوني لبلادنا.. و هي معركتنا التي إذا كنا نخوضها عبر التدافع المدني الترافعي والرصدي بالادوات الفكرية والتأطيرية والاعلامية على مدى السنوات الماضية.. فإنها عرفت وتعرف اليوم زخما شعبيا عارما جدا في كل ساحات و ميادين وفضاءات البلاد .. حيث ضجت كلها بأصوات المغاربة بكل فئاتهم تنادي بشعار مركزي: المقاومة أمانة .. والتطبيع خيانة … و تطالب بإلغاء كل مسار التطبيع المشؤوم ومظاهره وعلى رأسها : طرد مكتب الإتصال الاسرائيلي بالرباط.. و سحب ما يسمى مكتب الإتصال المغربي في تل أبيب.. رسميا ونهائيا.

.. السيدات والسادة ..
الحضور الكريم …

إننا في مجموعة العمل.. وبالتنسيق مع السادة الافاضل أعضاء لجنة العريضة الشعبية للمطالبة اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل.. و باعتبار مرجعية الرفض المبدئي الثابت للتطبيع بكل اشكاله.. ومرجعية الوفاء لعنوان: فلسطين قضية وطنية… وبالنظر إلى حالة الرفض الشعبي العارم والغاضب للتطبيع مع هذا الكيان الإرهابي المجرم .. فقد قررنا بالتنسيق بين المجموعة واللجنة إطلاق عريضة شعبية موازية للفعاليات الميدانية المتعددة ..و ذلك باستثمار مقتضيات القانون التنظيمي 14.44 المتعلق بالعرائض و الملتمسات الشعبية ..و ذلك قصد رفع المطلب الشعبي الجامع الى رئاسة الحكومة للمطالبة بما سبق تأكيده: طرد مكتب الاتصال الصهيوني وإلغاء كل مسار التطبيع.. و ذلك لتصحيح الخطيئة الكبرى بإعادة التطبيع الرسمي (الذي بلغ مستويات جد جد مخزية في الثلاث سنوات الأخيرة) بعد مرحلة سابقة بين 1995 و 2000 عندما تم إغلاق مكتب الإتصال الاسرائيلي السابق من قبل ملك البلاد بعد مجازر العدو و جرائمه في فلسطين خلال انتفاضة الأقصى و ما تبعها من إغتيال الشهيد ياسر عرفات..و استهداف القدس و الأقصى… بما يجعل من مسألة اغلاق مكتب الإتصال اليوم مسألة أكثر ملحاحية حتى بمنطق المقارنة بين جرائم ال2000 مع مجازر ال2023-24 اليوم في غزة والضفة والقدس …!!!!

لقد جاء في نص العريضة الشعبية ما يلي:

نحن، الموقعين على هذه العريضة، بأسمائنا الكاملة وصفاتنا وأرقام بطاقاتنا الوطنية مع تاريخ امتداد صلاحيتها، الكل وفقا لمتطلبات القانون التنظيمي 14/44 بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية ، نوجه هذه العريضة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية، مطالبين بإلغاء اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل الذي يُمعن في ارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية، وفي سياسة التهجير القسري والقهر في غزة والضفة الغربية، ويُمعن في استهداف القدس والأقصى المبارك، حيث لا يزيده استمرار التطبيع إلا تعنتا وغطرسة.

كما نطالب بالإغلاق النهائي لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، والسحب النهائي لمكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، استجابة لمختلف العرائض الشعبية الموقعة من طرف النخب الوطنية وهيآت المجتمع المدني سالفا، واستجابة للمطلب الشعبي الذي نادت وما تزال تنادي به الفعاليات الجماهرية التي عرفتها كل مدن البلاد.

وتنطلق هذه المطالبة من تبنينا للمواقف التالية:

• التضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة من الحصار اللاإنساني، وتجويع المدنيين وحرمانهم من الدواء والاتصال ومن كل مقومات الحياة والإبادة الجماعية والتهجير القسري الممارس ضده دوما على يد الجيش الإسرائيلي الغاشم، والذي تصاعد منذ بداية شهر أكتوبر 2023،

• الإدانة للدعم اللامشروط من الدول الغربية للسياسة الإجرامية للحكومة والجيش الإسرائيليين

• الإدانة لإحجام الدول العربية والإسلامية عن تقديم الدعم السياسي والإنساني والطبي العاجل، بالمستوى المطلوب إلى شعب عربي مسلم شقيق يتعرض لحرب إبادة جماعية ممنهجة،

• الإدانة لتخاذل المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة في فرض إيقاف العدوان وفرض قراراتهما على دولة الاحتلال.

حرر في 25 جمادى الأولى 1445، الموافق 10 ديسمبر 2023

هذا هو نص العريضة الشعبية التي وقعها عدد كبير من ابناء الشعب المغربي منذ أن تم تنزيلها خلال المسيرة الشعبية التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في العاشر من دجنبر 2023 بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان بالرباط … و تواصلت عملية التوقيع عبر وضع أوراق العريضة في كل الفعاليات المركزية بالرباط والمحلية والجهوية عبر التراب الوطني.. حيث شهدت إقبالا كبيرا من قبل المغربيات والمغاربة من مختلف الفئات والتوجهات.. و هو ما جعل عدد التوقيعات تبلغ الى حدود مساء أمس: 10.203توقيعا..

وبالنظر إلى أن القانون التنظيمي المتعلق بالعرائض الشعبية يشترط كحد أدنى عدد التوقيعات المعتمد لقبول تلقي العرائض ان يكون : 4000 توقيعا … فإننا وبالنظر لتجاوزنا لهذا الرقم بأكثر من الضعف.. و استمرار عملية التوقيع .. فقد ارتأينا أن نعلن عن تاريخ تقديم العريضة إلى رئاسة الحكومة في إطار الضرورة العاجلة والحارقة للحسم مع الوجود الصهيوني بالتراب الوطني في شخص مكتب الإتصال الاسرائيلي الإرهابي في سياق الغضب الشعبي العارم الرافض لكل علاقة مع كيان الإرهاب.. و باعتبار أن كل دقيقة يستمر فيها وجود هذا المكتب هنا بالرباط.. و وجود مكتب الإتصال المغربي هناك في كيان صهيون.. واستمرار حالة التطبيع بما فيها فضيحة لجنة الصداقة الاسرائيلية المغربية البرلمانية (لجنة العار) … هو امر يعتبر إهانة مركبة للشعب المغربي: أولا باعتبار التطبيع مرفوض مبدئيا.. و ثانيا.. باعتبار حجم الدم المسفوح في فلسطين من قبل آلة الإرهاب الصهيونية التي يراد تقديمها للمغاربة كأمر طبيعي.. بل و كمصلحة وطنية في ملف القضية الوطنية الأولى الصحراء المغربية.. و هو ما يجعل من رفض التطبيع مسألة أكثر قوة بالنظر لخطيئة ربط التطبيع بالصحراء بما هو خطر كبير على الوطن والمؤسسات والمصير الجمعي للمغرب والمغاربة دولة وشعبا … فضلا عن كون التطبيع طعنة غادرة لقضية فلسطين والقدس و دماء الاف الشهداء.. و ملايين الشتات الفلسطيني.. و آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني…

إن العريضة الشعبية اليوم تاتي في سياق مشتعل غاضب هادر ضد التطبيع… و تأتي أيضا.. و هذا له رمزية جد معتبرة.. في سياق الذكرى 80 لتقديم الحركة الوطنية المغربية لوثيقة_عريضة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 .. و هي المصادفة القدرية التي تجعل من رفض التطبيع يتساوى كليا.. و ربما أكثر.. مع رفض الاستعمار.. باعتبار التطبيع مع الاستعمار والاحتلال هو أخطر من الاستعمار نفسه .. فهو تعبير عن القابلية للإستعمار.. بل والركون له وتأبيده.

فالذي جعل آباءنا المجاهدين ضد الإستعمار يدبجون عريضة المطالبة بالاستقلال.. ويشفعونها بجهاد و مقاومة ميدانية كانت قبل تقديم العريضة و بعدها بلوغا ليوم الإستقلال عن العدو المحتل… هو الذي يجعلنا اليوم بنفس المرجعية الوطنية.. وبنفس الغيرة واليقظة والانخراط.. ندبج هذه العريضة الشعبية التي وقعتها الآلاف.. و ما تزال قيد التوقيع… باعتبار التطبيع: تهديدا خطيرا وجوديا للدولة والمؤسسات والمجتمع والحاضر والمصير ..وهذا ما يثبته الرصد المتواصل لمسلسل الصهينة الشاملة التي صارت تجتاح كل مناحي الحياة والمؤسسات في المغرب خاصة بعد الاعلان الرسمي لما سمي “استئناف العلاقات مع ما يسمى”إسرائيل” في إطار ما سمي الاتفاق الثلاثي الامريكي المغربي الاسرائيلي… بإسم قضية الصحراء.. والصحراء منه براء .. بل هي اكبر ضحية له….

إن العريضة الشعبية تعبر عن نبض الشارع المغربي المشتعل ضد التطبيع.. و لذلك فإننا سنبقي عليها مفتوحة للتوقيع .. ورقيا.. مع عرضها على المنصات الالكترونية .. موازاة مع تصاعد فعاليات الميدان حتى إسقاط التطبيع: نهائيا و رسميا.. بعدما سقط شعبيا.

كل التحية لجماهير الشعب المغربي…
كل المجد والخلود لشهداء فلسطين ….
و تبقى المقاومة أمانة …. والتطبيع خيانة .

الرباط في 10 يناير 2024
عن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين
و لجنة العريضة الشعبية للمطالبة بطرد مكتب الإتصال الاسرائيلي وإلغاء كل اتفاقيات التطبيع”. (انتهى التصريح)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M