ماذا استفدنا من إطلاق الحملات الإلكترونية؟ ‫#‏اعيدوا_حقوق_الروهنجيا نموذجاً

19 يونيو 2016 05:47
ماذا استفدنا من إطلاق الحملات الإلكترونية؟ ‫#‏اعيدوا_حقوق_الروهنجيا نموذجاً

صابر الأركاني

هوية بريس – الأحد 19 يونيو 2016

قبل وأثناء وبعد حملتنا المباركة إن شاء الله: #اعيدوا_حقوق_الروهنجيا تساءل الكثيرون: ماذا نستفيد من إطلاق مثل هذه الحملات الإلكترونية؟ وهل تتوقف الدماء النازفة في بورما بحق إخواننا بسببها؟ وهل سيأخذون حقوقهم المسلوبة بهذه الحملات؟

وهناك من اقترح بعض الأفكار الجيدة الجديرة بالاحترام، وهنالك من طرح أفكاراً غير جديرة حتى بالنظر إليها!

أكثر من سبعين عاماً والمسلمون الروهنجيا في ميانمار يُقتلون ويذبحون ويشردون ولم يكن يعرف العالم عنهم، وقليلٌ من المهتمين والباحثين كانوا على اطلاعٍ بما يجري للمسلمين من فظائع يندى لها جبين الإنسانية. وكل ذلك يحدث دون علم العالم الخارجي عن هؤلاء المستضعفين في ميانمار ”بورما سابقاً“.

ولكن! ما السر في بروز هذه القضية المنسية على أرض الواقع في الآونة الأخيرة منذ عام 2012 للميلاد؟

أجزم أن السبب بعد فضل الله هو الإعلام الجديد الذي لم يترك بيتاً إلا وغزاه بشتى الطرق، والناس ليسوا بحاجة إلى الكمبيوترات للعمل في قضية معينة، فالجوال يفي بهذا الغرض وربما أفضل من الكمبيوتر في حالات كثيرة.

فليشهد التاريخ الروهنجي والعالمي بأن قضية إخواننا المظلومين في أراكان وبورما لم تظهر في الإعلام التقليدي كالإذاعات والتلفزيون والصحف إلا بعد ظهورها القوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبسبب هذه الوسائل عرف العالم أن هنالك شعباً مسلماً يُقتل ويباد بشكل جماعي، ويُمارس فيهم جميع أنواع العذاب بل ويتفنن العدو البوذي الصائل في قتلهم وإبادتهم واغتصاب فتياتهم. وهؤلاء المسلمون جراء هذه الويلات المتواصلة ماتوا نفسياً لعدم وجود مناصر يقف معهم ويسترد حقوقهم الأساسية كالعيش في ظلال الأمن والأمان على سبيل المجاز إن صح التعبير.

لم يتحرك العالم ولم يتعاطف مع إخواننا في بورما وأراكان إلا بعد نجاح وسائل التواصل الاجتماعي الأركاني والعربي والعالمي في إبراز الانتهاكات الصارخة التي يعانيها شعبنا المظلوم في بورما، ويكفينا قخراً أن الحرمين الشريفين المكي والمدني يصدحان الآن بالدعاء لأهلنا في بورما وأراكان، ويكفينا شاهدا أن العالم العربي والإسلامي بدأ يفيق من غفلته ويتحرك ولو استحياءً لنصرة إخواننا المنكوبين في أراكان الجريحة المحتلة.

على كافة الجوانب السياسية والدبلوماسية والإغاثية والتعليمية والإعلامية وفي دائرة القرارات هنالك اهتمام خاص في هذه الأيام بقضية الروهنجيا إسلامياً وعربياً وحتى غربياً، ولو سألت واحداً من هؤلاء أجابك بأن مصدر اطلاعه لقضية الروهنجيا هو وسائل التواصل الإجتماعي ولا يخفى علينا تأثيره السحري في جميع مناحي حياتنا اليومية.

إذا ماذا استفدنا من إطلاق الحملات الإلكترونية؟ استفدنا في تعريف الناس بقضيتنا، واستفدنا في تعاطف الناس بمأساتنا، واستفدنا بالدرجة الأولى أن العالم تعرفوا علينا وربما بشكل مفاجئ بأننا نعاني من جميع الانتهاكات الإنسانية والحقوقية، وأننا لاجئون في وطننا، وجميع حقوقنا مسلوبة من قبل عسكر ميانمار؛ ولذلك جاء وسم الحملة في العاشر من يونيو 2016 باسم #اعيدوا_حقوق_الروهنجيا، والذي قاد هذه الحملة هم شباب وفتيات أراكان في عمر الزهور، شاركوا في الحملة بكل صدق وإخلاص ولمدة يومين لتعريف العالم بقانون 1982م، ولمطالبة الحكومة الميانمارية والعالم بأهم حق مسلوب منا في ميانمار، وهو القانون الجائر والعنصري قانون 1982م الذي شرعه برلمان بورما العسكري آنذاك، وبموجبه تم انتزاع المواطنة منهم قسريا.

لسان حالي وحال شبابنا المناضلين: والله لن نترك إخواننا للبوذيين المتطرفين، وأقل ما نقدمه لهم هو جهادنا بالإعلام، ولن نخذلهم بالصمت، أقول بصفتي منسقا لحملة #اعيدوا_حقوق_الروهنجيا: إن الأيام بيننا، وأنا وشباب أراكان سنقدم الغالي والنفيس في قادم الأيام، وسيزلزلون عروش الظلم والطغاة بأقلامهم وهم خلف شاشاتهم وتضحيات أخرى لأهلنا في أراكان سنتركها للأيام؛ لتظهر الصادق من الكاذب والناصر الحقيقي والمستهزئ بمناصرة المظلومين.

قبلة على جبين كل مناضل ومناضلة من شباب وفتيات أمتنا العظيمة شاركوا في حملة #اعيدوا_حقوق_الروهنجيا

جزاكم الله عن مسلمي ‫#‏أراكان_المحتلة والجريحة خير الجزاء أيها الشباب المناضلون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M