مدير CNSS : لن يتوجه المرضى إلى المراكز الاستشفائية إذا غابت الجودة
هوية بريس-متابعة
يرى حسن بوبريك، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن أحد أبرز التحديات التي تواجه منظومة التأمين الإجباري، هي الشيخوخة، على اعتبار أن معدل الخصوبة تراجع بشكل متزايد في العقود الماضية.
وأوضح بوبريك، في جلسة علمية عقدت صباح اليوم الجمعة 18 نونبر 2022، ضمن أشغال المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية بمراكش، أن نسبة الذين يبلغون من العمر 65 وما فوق ارتفعت نسبتهم بـ4 نقط بين سنوات 1960 و2022، وفي الأربع سنوات المقبلة سترتفع بـ12 نقطة.
وشرح أن الشيخوخة تعني مصاريف مرتفعة بالنسبة للتغطية الصحية، لأن احتمال الإصابة بأمراض مزمنة مع تقدم السن قائم، وهي أمراض مكلفة جدا، إذ إن 11 في المائة من السكان الذين يتمتعون بتأمين صحي يعانون من هذه الأمراض، مشيرا إلى أن هذه النسبة تستهلك 60 في المائة من ميزانية قطاع الصحة.
وشدد على أن هذه التكلفة “تفرض علينا اتخاذ تدابير استباقية، وإنجاز دراسات جدوى ودراسات تأمينية، ليس فقط على المساهمات بل أيضا على التحكم في المصاريف، وهذه مسألة بالغة الأهمية”.
وأضاف “يتعين علينا تغيير البراديغمات والمعايير المعتمدة لتوفير الخدمات الصحية، لتكون المصاريف ناجعة، وتوفيرها بالسعر الملائم، وعلى جميع المتدخلين، من أطباء ومصحات ومختبرات وصيادلة، يتعين عليهم أن يوفروا خدمات بسعر مناسب”.
ويرى أن هناك “هدرا للموارد” من خلال التوجه نحو أزيد من طبيب متخصص، وبعدها يتم التعويض عن كل تشخيص، معتبرا أنه يتوجب أن يكون هناك تشخيص واحد.
وتابع قائلا “نود أن نشتغل على رافعة الوقاية، التي تشكل محورا حيويا، إذ عندما نفكر في المرض فإننا نفكر في المستشفيات وغيرها، لكن يجب الحفاظ على الصحة، إذ درهمٌ واحد مستثمر في الوقاية يسمح بادخار أربعة دراهم في العلاج وفي الخدمات الطبية”.
واقترح تتبع الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، التي قال إنها تكون معقدة وأكثر تكلفة وخطرا.
وبخصوص الاستدامة، قال المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إنه من البديهي أن تكون الاستثمارات في الصحة ضخمة، لأن الحاجيات بالغة الأهمية، خاصة بالنسبة للقطاع العمومي، لذلك يتوجب خلق مختلف المراكز الصحية الترابية، لتحقيق جودة وخدمة أفضل.
وفي هذا الصدد أبرز أنه “إذا لم تكن هناك جودة وإنتاجية عالية، فإن المرضى لن يتوجهوا إلى المراكز الاستشفائية، لذلك نُنشد العصرنة والدمقرطة وتسريع وتيرة هذا التحول، لأننا سنجد أنفسنا أمام بنيات استُثمر فيها لكن دون أن تكون مستدامة”.
