هل تؤثر ظروف الحرب على اتفاقيات التطبيع؟

14 نوفمبر 2023 11:53

هوية بريس- محمد زاوي

تتحرك في الحرب الحالية، بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية، استراتيجيتان؛ الأولى تسعى إلى استثمار الحرب لردع اليمين في الجانبين معا، الإسرائيلي والفلسطيني.. والثانية تريد العودة بالشرق الأوسط إلى ما قبل التطبيع العربي وتأجيل عملية السلام في المنطقة. يمكننا تسمية الاستراتيجية الأولى بالاستراتيجية العربية، كما يمكننا تسمية الثانية بالاستراتيجية الفارسية الإيرانية.

ويذهب بعض المحللين إلى أن مجريات الحرب هي ما سيحدد إلى أي استراتيجية ستميل كفة الشرق الأوسط، فيما يرى آخرون، من أبرزهم الخبير العسكري اللبناني خالد حميدة، الذي يرى أن مجريات الحرب تصب في مصلحة الإستراتيجية العربية إلى حدود الساعة.

وترى وجهة نظر تحليلية أخرى أن اجتياح الكيان الصهيوني لقطاع غزة بريا، أو تجاوزه بعض الحدود في استهداف حزب الله أو شقيقاته، قد يحول مجريات الحرب ويجعل منها حربا إقليمية طويلة الأمد،وتصبح فيها إيران فاعلا محوريا، الأمر الذي يضعف الإستراتيجية العربية. وهنا يمكننا الحديث عن تراجع مخططات التطبيع، أو لنقل تجميدها إلى حين.

المعركة ليست إقليمية فحسب، ليست محدودة بحدود الشرق الأوسط و”بلاد فارس”؛ وإنما يتدخل فيها فاعلون كبار.. انتقال الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية من الديمقراطيين إلى الجمهوريين قد يطوي صفحة المعركة، ليُستأنٓف مسار “التطبيع” من جديد.. أما بقاء الحكم في أيدي الديمقراطيين فقد يطيل الحرب ويوسعها، إلا إذا أبت روسيا والصين الانجرار إليها بعدم تقديم الدعم لحليفتهما إيران وثنيها عن دخول المعركة بشكل مباشر..

إن الحديث عن “استمرار التطبيع” في ظروف استمرار الحرب وتوسعها سيكون مجازفة في التحليل، وإذا انتهت الحرب بإضعاف المقاومة وردع اليمين المتطرف في “إسرائيل” فإن اتفاقيات التطبيع ستتعزز باتفاق جديد، لعله سيكون “تطبيع السعودية”! التناقض بين طرفي المنطقة إقليميا، ليس تناقضا بين من مع القضية الفلسطينية ومن ضدها.. وإنما بين طريقين في الوصول إلى الحل، وكل دولة من الدول العظمى تتدخل في القضية على أساس مصالحها الجيوسياسية، وبمخاطبة الطرف الذي يوافق في استراتيجيته تلك المصالح..

بهذا التحليل يمكننا رصد عدد من التوافقات: بين الطرف الأكثر رجعية في و-م-أ واليمين المتطرف داخل الكيان الصهيوني، “حماس الضيف” وإيران، “حماس مشعل” وقطر، قطر وأمريكا بايدن، إيران وأمريكا بايدن (تكتيكيا)، السعودية-المغرب-مصر-الأردن وأمريكا ترامب، إيران وروسيا والصين.. الخ. هناك استراتيجيات كبرى وهناك قابليات استراتيجية إقليمية، يجب مراعاة هذا البعد في التحليل جيدا!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M