النقاب والخمار في خطر

28 مارس 2014 23:30
النقاب والخمار في خطر

 النقاب والخمار في خطر

هوية بريس – الجمعة 28 مارس 2014

أقصد بالنقاب تغطية الوجه، والخمار الدرع والخمار السابغ دون تغطية الوجه.

جميل جدا ويثلج الصدر كثيرا أن فئاما من النساء ومن مختلف الشرائح والأعمار يلتحفن السواد، ويقبلن على الحجاب الشرعي ما بين النقاب والخمار، وهذا أمر لا شك يصيب دعاة الحداثة وأعداء الفضيلة بدوار في الرأس وضيق في الصدر وغمة في القلب، لأنهم لا يسعدون إلا برؤية الأجساد عارية مكشوفة وما يلزم ذلك من مجون ومظاهر الخنا والانحلال.

لكن سعادتنا بعودة المرأة المسلمة إلى الحجاب يشوبه دخن وأحيانا دخن كثير، وبسببه يجد أعداء الفضيلة الفرصة المواتية لتسليط سهام النقد والتنقيص والاستهزاء بمظاهر وتصرفات وأحوال تصاحب حجاب الكثير من الأخوات عن جهل أو عدم المبالاة أو غير هذا، مما يقدم صورة مشوهة عن فريضة إلهية وشريعة ربانية غايتها درء الفتنة ونشر الفضيلة وصيانة الأعراض والابتعاد عن مواطن الريبة والشك. ومقصدها حماية المجتمع من التفكك والانهيار، لكن ما نراه اليوم من تجليات مشوهة مشوشة جهلا وربما عن قصد، ولا سيما من شياطين الإنس الذين يعجزون عن صد المسلمات عن الحجاب لكنهم يقدون على إيهامهن والتلبيس عليهن بأنواع من الألبسة التي تسوق في المتاجر والتي تسمى زورا وبهتانا بألبسة الخمار، والتي اكتست حلل الموضة، وصنعت على مقاس دور الأزياء، فتريد المرأة بذلك أن تجمع بين الحجاب والموضة بشكل منفر مستفز؛ ألوان وتطريز وأصباغ، وعيون بارزة يملأها سواد الكحل، وأحذية الكعب العالي، ناهيكم عن غنج في المشي ودلع في الكلام وصراخ وجرأة في الحديث مع الباعة والحرفيين والسواق، وتسكع في الأسواق والزحام بلا حاجة ولا غاية!!! وأحيانا ترى منهن ما لا يليق بالوصف. فكيف يجتمع النقاب مع أقدام عارية، وكيف يجتمع الخمار مع أظفار طويلة، ومساحيق يخفيها النقاب -تشمئز منها نفوس الإباء- ربما تفضحها رياح ترفعه عن وجهها، أو حادثة لا قدر الله. وأحيانا تكون الأعذار بحضور الحفلات دون مراعاة لنظرة العوام من النساء إلى المنقبات، ودون احتياط من تصوير خفي قد يجر معه وبالا وخيبة وعارا.

 لقد كان ضربا من المستحيل أن تجد (أختا) تلبس الخمار في خلوة مع صديق أو تتواصل عبر الهاتف أو الشبكة العنكبوتية… وقد حصل ما لم يكن بالحسبان، مما يفسح المجال للشامتين والحاقدين ليرموا عن قوس واحدة، كل المحجبات والمنقبات وعندها لا يسع المرأة الشريفة العفيفة إلا أن تلزم بيتها حتى لا تعرض نفسها للقيل والقال والتهم الجزاف، لاسيما ونحن في زمن عز فيه الأمان والوفاء والسلامة، حتى سمعنها عن تعرض الأخوات منتقبات ومحجبات للتحرش والانتهاك، وذلك لاختلاط الحابل بالنابل، واقتحام هذا الأمر من ليس له أهلا ولا يقدره حق قدره، وربما تخفيا وتسترا…؟ فالحاجة إلى التميز اليوم أختاه ماسة ذلك أدنى أن تعرفن فلا تتعرضن للأذى فأعراضنا أغلى عندنا من كل غال ونفيس.

هذا واقع مؤرق  يتحمل فيه المسؤولية الزوج في زوجته والأب في ابنته والأخت في صديقتها والأخ في أخته والدعاة في مدعواتهم، فرأس المال هو الحياء والحجاب عنوانه، فإذا لمز هذا الواجب لم نعد في مأمن من القذف والتشهير والتعريض، وليتق الله أخواتنا ومن لهم عليهن ولاية، فإنه إذا أهين النقاب والخمار لم يبق لنا من الكرامة شيء، وستفقد الثقة بين النساء وأي حياة لم يعد للثقة فيها مكان.

وإني أذكرهن بقوله تعالى في شأن ابنة شعيب “فجاءته إحداهما تمشي على استحياء“، وتقرأ: “على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا“؛ حياء في اللباس، حياء في المشي، حياء في الكلام، ونعم المرأة لنعم الرجل، ولا يبخل الدعاة والمشايخ بالنصح والارشاد، ولا يملوا من التنبيه على المخالفات التي لصقت بهذه الشعيرة الظاهرة والتي تصل إلى درجة الطامات نسأل الله السلامة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M