ساكنة إقليم تنغير تحتفل بالذكرى 82 لمعركة بوكافر
هوية بريس – محمد ايت حساين (تنغير)
الأربعاء 01 أبريل 2015
خلدت أسرة المقاومة وجيش التحرير ومعها ساكنة إقليم تنغير أمس الثلاثاء 31 مارس 2015، بالجماعة القروية اكنيون، الذكرى 82 لمعركة بوكافر الشهيرة التي خاض غمارها قبائل ايت عطا بجبال صاغرو.
وقد حل بالجماعة القروية اكنيون صباح أمس المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، وعامل اقليم تنغير، ورئيس المجلس العلمي المحلي وممثل الحامية العسكرية بالرشيدية، ورئيسي المجلسي الإقليمي والبلدي لتنغير، ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية بالإضافة إلى أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وفعاليات المجتمع المدني.
وبمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة تم تدشين توسيع دار الطالبة بمركز اكنيون التي شيدت بغلاف مالي قدره مليون درهم ممولة من طرف المجلس الإقليمي لتنغير، وتكلفت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالتجهيزات.
وبعد التدشين توجه المندوب السامي لقدماء القاومين وأعضاء جيش التحرير وعامل إقليم تنغير والوفق المرافق لهما إلى الساحة حيث تمت تأدية مراسيم تحية العلم، والوقوف أمام المعلمة التذكارية المخلدة لمعركة بوكافر والترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.
وبالمناسبة أيضا نظم مهرجان خاطابي، وأبرز الكثيري في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، أن معركة بوكافر ومثيلاتها من المحطات النضالية الوازنة في مواجهة الاستعمار الأجنبي، تحتل مكانة مرموقة في سجل التاريخ المغربي الحافل بالمكارم والأمجاد.
وأضاف أن معركة بوكافر التي دأبت أسرة المقاومة وجيش التحرير على إحيائها في مثل هذا اليوم من كل سنة في أجواء طافحة بالحماس الفياض والتعبئة الوطنية الشاملة والقيم الخالصة تعتبر من المعالم البارزة في سجل التاريخ الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات.
وتميز هذا الحفل بتكريم بعض أبناء قبائل أيت عطا المسنين من طرف النسيج الجمعوي والفعاليات المحلية وتوزيع الجوائز التشجيعية على الفائزين في مختلف المسابقات الرياضية والثقافية التي نظمت في هذا الإطار فضلا عن توزيع جوائز على التلاميذ والتلميذات المتفوقين في الدراسة.
ومن جهة أخرى وبمقر عمالة إقليم تنغير، عقد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، مساء نفس اليوم لقاء تواصليا مع قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تم من خلاله التذكير بالمنجزات والمكتسبات التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، فضلا عن المكانة التي يحتلها هذا الإقليم في تاريخ الكفاح الوطني.
كما أشار المندوب السامي إلى ما يجري في المحيط العربي من ظروف صعبة ومن تفكك للمجتمعات لأنها ابتعدت عن القيم التي تجمع وتشد المجتمعات بعضها ببعض، مؤكدا في نفس السياق حكمة المغرب في تجاوز مثل هذه الأوضاع، وأكد أن المغرب لا يدخر جهدا في مؤازرة هذه الدول لتقديم لهم ما يجب من العون والدعم للخروج من هذه الوضعية، ونوه بقوة المغرب خلال الدورة 25 للاتحاد العربي للمقاومين والمجاهدين والذي ساهم في صدور بيان قوي يتناول كل القضايا الساخنة وعلى رأسها قضية فلسطين، وسوريا والعراق وليبيا واليمن بالإضافة إلى قضايا محاربة التطرف والإرهاب.
كما تطرق الكثيري لأربعة محاور أساسية في كلمته تهم أسرة المقاومة أعضاء جيش التحرير، كتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لهذه الفئة، من خلال زيادة مرتقبة في معاشهم، والتغطية الصحية لقدماء المقاومين الذين أصبحوا يستفيدون من التغطية الصحة 2008 مع إدراج التغطية التكميلية والإسعاف، إدماج أعضاء المقاومة في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي عبر تشجيع ودعم التشغيل الذاتي، وتكوين أبناء وبنات المقاومين ودعم المشاريع الصغرى والمتوسطة، كذلك العمل على صيانة الذاكرة التاريخية من خلال برامج تربوية وتعليمية والانفتاح على المجتمع المدني لتنشيط وصيانة الذاكرة الوطنية.
ومن جانبه أكد عامل إقليم تنغير بسالة ومقاومة قبائل ايت عطا ضد الاستعمار الغاشم من أجل سيادة واستقلال المغرب يسجلها المغرب بمداد الفخر والاعتزاز، وأن التاريخ يسجل بكل فخر واعتزاز المساهمة الفعالة لأبناء الإقليم في مختلف محطات الكفاح الوطني، مشيرا إلى أن الاستعمار لم ينعم بالراحة إلا حين هزيمته النكراء وعودة بطل التحرير المغفور له محمد الخامس، كما شكر كل من يساهم في المسيرة التنموية لأسرة المقاومة، عبر تدشين مشاريع تنموية بالجماعة القروية اكنيون بقيمة 6.5 مليون درهم، كما حيا والي جهة سوس ماسة درعة وجميع المتدخلين وعلى رأسهم شركة معادن اميضر على مساهمتهم في تمويل المشاريع لفائدة المنطقة والمقاومة.
وألقى مدير الدراسات التاريخية بالمندوبية السامة كلمة في حق عدد من المقاومين الذين تم تكريمهم خلال هذا اللقاء، حيث منحت إعانات مادية، وتذكارات رمزية لأرامل وأبناء المقاومين.
كما تم تلاوة برقية إخلاص وولاء مرفوعة إلى السدة العليا بالله، الملك محمد السادس حفظه الله، واختتم الحفل بالترحم على أرواح شهداء الاستقلال والوحدة وفي مقدمتهم جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما..