ندوة بعنوان: التربية الدامجة تكييف التعلمات وفروض المراقبة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة

ندوة بعنوان: التربية الدامجة تكييف التعلمات وفروض المراقبة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة

هوية بريس – إعداد ذ. عبد الرزاق بنعتو وذ. عبد المجيد هلال

نَظم  مفتشو مادة التربية الإسلامية بالمديرية الإقليمية بمدينة تاوريرت، بالمركز الإقليمي للكفاءات العرضانية والتفتح الفني والأدبي – الأميرة لالة خديجة بالحي القديم – بلدية تاوريرت، ندوة تربوية تكوينية لفائدة أساتذة مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي بسلكيه في موضوع: “التربية الدامجة: تكييف التعلمات، وفروض المراقبة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة“، وذلك صبيحة يوم الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1447/ الموافق ل: 11 نونبر 2025.

بعد افتتاح الجلسة بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله، والترحيب بالأساتذة الحاضرين، انطلقت الندوة التربوية موزعةً على مداخلتين:

المداخلة العلمية الأولى: بعنوان ” التربية الدامجة: تكييف التعلمات” وكانت من تأطير المشرف التربوي الأستاذ عبد المنعم الدقاق، وهو  مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمديرية تاوريرت، باحث وكاتب، له عدة كتب منها: سؤال القيمة المركزية والقيم الناظمة في سؤال مادة التربية الإسلامية من التصور المنهاجي إلى التنزيل الديداكتيكي، وله عدة مقالات تربوية، وعدة مشاركات علمية وطنية ودولية، تناول في هذه المداخلة المحاور الآتية:

1- مقدمة: وفيها تم الحديث عن أهمية هذا الموضوع وضرورة العناية به.

2- مفهوم التربية الدامجة.

2- مرتكزات التربية الدامجة: وهي: فلسفية، قانونية، اجتماعية، علمية بيداغوجية

3- مبادئ التربية الدامجة: وهي: مبدأ المدرسة للجميع، ومبدأ الحق في جودة التعلم، ومبدأ الإنصاف، ومبدأ تكييف التعليم لا تكييف المتعلم، ومبدأ المراهنة على الوساطة الاجتماعية والتربوية.

4- الإطار التشريعي للتربية الدامجة بالمدرسة المغربية، وذكر منها: دستور 2011، واتفاقية حقوق الطفل 1993، والاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة 14 أبريل 2009، والقانون الإطار 97.13 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والرؤية الاستراتيجية ‪2015/2030.

5- الجانب التشريعي المدرسي: وقد صدرت في ذلك مجموعة من المراسيم والمذكرات .

6- مسار تجربة التربية الدامجة بالمدرسة المغربية:

أ -مرحلة ‪1997 – 1998: أقسام الإدماج المدرسي، وقد شابها قصور من عدة جوانب.

ب- مرحلة الرؤية الاستراتيجية: التربية الدامجة.

7- أنماط التربية لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة: التربية العادية، التربية المتخصصة، التربية الإدماجية، التربية الدامجة.

8- مفهوم الإعاقة وأنواعها: بعد الحديث عن المفهوم، ذكر عدة أنواع منها: طيف التوحد، الإعاقة الذهنية، الشلل الدماغي الحركي، الإعاقة السمعية، اضطرابات التعلم، الإعاقة البصرية.

9- آليات تنزيل التربية الدامجة.

أما المداخلة العلمية الثانية: فقد كانت بعنوان: “ تكييف الامتحانات والتقويمات” أطرها  المشرف التربوي الأستاذ:  حسن بوحبة،  وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بمدينة تاوريرت، باحث وكاتب، له عدة كتب منها: مداخل منهاج التربية الإسلامية، وكتاب الجسد بين النسق القيمي وسلطة الصورة الإعلامية، والتشكل القيمي في الخطاب الإعلامي،  قيمة التضامن في الإعلام الوطني (وهو كتاب مشترك)، وله عدة مقالات محكمة وغير محكمة، وقد تناول في كلمته المحاور الآتية:

1- المسطرة القانونية المتبعة للاستفادة من التكييف.

2- أنواع التكييف: تناولها على ثلاثة مستويات هي: المعدات، التنظيم، التكييف البيداغوجي.

3- ورشة تطبيقية: للاطلاع على بعض الامتحانات المكيفة، ومقارنتها بغير المكيفة؛ للوقوف على أوجه الاختلاف، ثم تمرين الأساتذة على إعداد امتحانات مكيفة.

هذا؛ وقد نجحت هذه الندوة في التركيز بدقة على جوهر الإشكالية المتمثل في:

– التحول من الإقصاء إلى الإنصاف: وذلك عبر تأكيدها على أن التكييف هو الضمانة الوحيدة لتقييم المعرفة الفعلية للتلميذ، وليس تأثير الإعاقة على أدائه.

– أهمية الخطة التربوية الفردية؛ باعتبارها آلية لا غنى عنها لتوجيه مسار تكييف كل حالة.

– إلزامية التدريب: باعتباره أولوية قصوى لتمكين الأطر من صياغة تقويمات دامجة وفعالة.

– هذا الطرح الدقيق يؤسس لممارسة تربوية دامجة وحقيقية .

لقد كانت هذه الندوة تشاركية في بعدها النظري، ثم في إطارها المفاهيمي والتنظيمي، خاصة في مداخلة الأستاذ الفاضل عبد المنعم الدقاق.

أما الأستاذ الفاضل حسن بوحبة فقد أوضح – في شقها التطبيقي العملي – بعض مهارات صياغة امتحانات مكيفة، وأطلع الأساتذة على نموذجين للامتحانات المكيفة وهما: امتحان الثالثة إعدادي، وامتحان الأولى باكالوريا.

وتخللت هذه الندوة القيمة مداخلات من الحضور الكريم أغنت النقاش وسلطت الضوء على ضرورة تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص، والتأكيد على أن التكييف ليس مجرد إجراء بل هو حق أساسي لكل متعلم.

وقد ختمت الندوة بدعوات مباركات نسأل الله أن يتقبلها.