«الإسلامفوبيا» في هولندا تتجسد في لفظ الجلالة «الله»

11 أبريل 2014 22:49
«الإسلامفوبيا» في هولندا تتجسد في لفظ الجلالة «الله»

«الإسلامفوبيا» في هولندا تتجسد في لفظ الجلالة «الله»

هوية بريس – مركز التأصيل

الجمعة 11 أبريل 2014

كل يوم يمر تتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم الغربي، وتتنامى تداعياتها على التصرفات الرسمية وغير الرسمية ضد المسلمين، وتدل على ذلك الإحصاءات التي تقدمها المراكز البحثية الغربية ذاتها التي تؤكد تقاريرها أن العداء للإسلام يزداد بصورة كبيرة ويظهر ذلك في تصرفات كثيرة يعاني منها المسلمون في الغرب.

ففي أحدث تقرير رسمي أمريكي وهو التقرير السنوي للحريات الدينية في العالم الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية تمت الإشارة إلى وجود خطاب معاد للمسلمين في كل أوروبا وآسيا وتنامي مشاعر العداء للمسلمين (الإسلاموفوبيا) في القارتين.

وقال التقرير أن “الخطاب والأفعال المعادية للمسلمين تزايدت بوضوح، وخاصة في أوروبا وآسيا”، وأن “القيود الحكومية المناهضة للمسلمين في تلك الدول كان لها تأثيرها على الحياة اليومية لعدد لا بأس به منهم”.

واستعرض التقرير انتقاد الولايات المتحدة للحكومات التي تفرض قيودا على “الملابس الدينية، وخاصة ارتداء الحجاب في المدارس وخلال الوظيفة العامة والأماكن العامة”، وأشار إلى بلجيكا التي أقرت العام الماضي تشريعا يحظر النقاب، كما حمل على الهند بسبب القيود على ارتداء الحجاب في مدارس الدولة، التي يشكل فيها الهندوس الأغلبية، وأفرد التقرير قسما كبيرا للصين، حيث “تضايق الحكومة وتحتجز وتدين عددا من المسلمين” وهم مسلمو السيكانج.

وفي إطار هذا الهاجس الذي ينتاب الغرب ضد المسلمين قام جدل كبير في هولندا وطرح موضوع للنقاش على مستويات واسعة في الدوائر الثقافية فيها ونال قدرا كبيرا من الاهتمام الغير المبرر حول فارق لفظي تلفظ به مسلم لتختزل صورة الإسلاموفوبيا في هذا اللفظ.

فعندما قام التركي الهولندي حسن كوتشوك وهو من الحزب الإسلامي الديمقراطي باستخدام لفظ «الله» أثناء أدائه لقَسَم تنصيبه في المجلس البلدي في لاهاي، فأثيرت أزمة سياسية كبيرة حيث لم يقبل عمدة المدينة يوزياس فان آرتسن هذا اللفظ منه واعترض بصورة صارمة لا تتناسب مع الحدث قائلا: “أنت تعلم أن النص مختلف عما نطقتَ به”.

وكان الفارق اللفظي بين ما هو مطلوب قولة وبين ما قاله النائب المسلم هو الفراق بين لفظة (God) ولفظة (Allah) في النص «وليساعدني الله (God) العظيم على ذلك».

ولم يكن الأمر يستحق من كل هذا اللغط الذي أثير لو لم تكن هناك هواجس الإسلاموفوبيا التي تغلغلت وبشكل كبير في هولندا وخاصة بعد وجود الحزب اليميني المتطرف فيها الذي يتزعمه “خيرت فيلدز”.

ويؤكد وجهة النظر تلك السيد موريتس بيرغر أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ليدن قائلا: «لا ينبغي أن يهتم المسلم لهذا في القسم، لأن كلمة God بالهولندية تحمل نفس معنى الله بالعربية»، لكن بيرغر يتفهم في الوقت نفسه رغبة بعض المسلمين باستخدام كلمة الله بالعربية وليس بالهولندية؛ فلم يكن الأمر بالفعل يستحق ولكن اللفظة وإصرار النائب المسلم على أن ينطقها بالعربية آثار هذا الهياج داخلهم لشعورهم القوي بأن الإسلام بالفعل ينمو داخل هولندا وأن كل التقارير الواردة إليهم حول مستقبل الإسلام في هولندا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام مثيرة للخوف والهلع بالنسبة لهم.

ولم يكن هناك داع لما أثير من هذه القضية التي لم يكن لها أساس إلا إذا اعتبرناها تغطية على التقرير السنوي الذي أعدته هيئة حماية حقوق الإنسان الهولندية والذي جاء فيه أن عدد القضايا التي حدث فيها شكاوى من المسلمين حول تعرضهم لأحداث ومواقف تتسم بالعنصرية قد ارتفع العام الماضي بنسبة 75% مقارنة بعام 2012.

وقال التقرير أن “العام الماضي شهد 2581 شكوى فيما يتعلق بالممارسات العنصرية، وأن معظمها يتعلق بالتعامل في أماكن العمل، الأمر الذي برز من خلال رفض بعض الشركات قبول بعض المتدربين الملونين، والمتدربات المحجبات في مرافقها”.

ولا يزال تخاذل الحكومة الهولندية مستمرا في حماية المسلمين على أرضها أو حتى في المناطق التي يتواجد فيها جيشها مشاركا في قوات الأمم المتحدة، وكان من ابرز هذه المواقف التخاذلية موقف القوة الهولندية التي سمحت بحدوث مذبحة قرية سربرنيتسا شرقي البوسنة في صيف 1995 والتي قتل فيها حوالي ثمانية آلاف مسلم على يد القوات الصربية وزعيمهم  راتكو ملاديتش، وتم ذلك كله والقرية كانت في حماية القوات الهولندية التي لم تحرك ساكنا لوقف المذبحة ضد المسلمين.

وفي هذا الأسبوع فقط رفعت أمهات وأرامل قرية سربرنيتسا من جمعية “أمهات سربرنيتسا”، التي تمثل نحو ستة آلاف أم وأرملة دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الحكومة الهولندية على هذه الجريمة التي شاركت فيها قواتها، وبالفعل تم تخصيص جلسة للمرافعات وتقرر إصدار حكم في القضية منتصف يوليو المقبل.

هولندا كجزء من أوروبا يزداد بها الشعور العام بأن الإسلام والمسلمين يتقدمون في كل يوم خطوات واسعة فالمساجد تكثر والحجاب يتزايد في الشوارع ويرتفع صوت الأذان خمس مرات في اليوم بينما تخفت أجراس الكنائس، ويبقى الشيء الأهم والجوهري والذي لا بد وأن يعيه المسلمون سواء في العالم العربي أو العالم الغربي، وهو إجابة السؤال: هل يعي المسلمون في هولندا بالموقف فيلتزموا بتعاليم الإسلام ويكونوا قدوة صالحة للناس؟ أم أن الظهر سيطغى على الجوهر وتضيع الفرصة الكبيرة حيث بالفعل يشرق نور الإسلام في عمق دارهم، حيث يحمله اليوم الكثير من أبناء الأوروبيين لا من المهاجرين وأبنائهم فقط؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M